رحل صباح اليوم الكاتب المصري أبو المعاطي أبو النجا (1931- 2016)، الذي كان أحد أنشط كتّاب القصة القصيرة في جيله، وهو الذي لا يزال يرتبط اسمه لدى القرّاء بأعمال مثل "فتاة في المدينة"، وهي أول مجموعة قصصية صدرت له عن "دار الآداب" سنة 1960.
صدرت للكاتب الراحل بعدها سبع مجموعات، هي: "الابتسامة الغامضة" (1963)، و"الناس والحب" (1966)، و"الوهم والحقيقة" (1974)، "مهمة غير عادية" (1980)، و"الزعيم" (1982)، و"الجميع يربحون الجائزة" (1984)، و"في هذا الصباح" (1999).
غالباً ما صنّف النقّاد قصص أبو النجا ضمن التيّار النفسي، بسبب اشتغاله على التغيّرات الطارئة في دواخل شخصياته؛ فتبدو الحكاية عنده، كما في "فتاة في القطار" مثلاً، وكأنها محاكمة ذاتية أو مونولوج طويل هدفه إعادة تركيب الواقع المنشغل بذاته وتفاصيله حدّ الضجر، دون أن نجد لديه أحداثاً كبرى ولا تحوّلات مفاجئة.
كتب أبو النجا أيضاً روايتين؛ "ضدّ مجهول" و"العودة إلى المنفى" التي يتناول فيها بشكل استعادي مسقط على "هزيمة 67"، تجربة المصلح المصري عبد الله النديم زمن الثورة العرابية.
بعيداً عن الكتابة الإبداعية، صدر لصاحب "مهمة غير عادية" كتابان نقديان، هما؛ "قراءات في الرواية العربية" (1985) و"طرق متعددة لمدينة واحدة" (1997)، إلا أن اسمه بقي معروفاً ككاتب للقصة القصيرة، بل لعلّ الذاكرة الجماهيرية لا تذكره إلا من خلال مجموعات الستينيات والسبعينيات.