هل تُعتبر حرية الكاتب مطلقة؟ لعلّ حادثة اعتقال الكاتب التونسي محمد الخليفي على خلفية تدوينة ساخرة له نشرها يوم الإثنين في فيسبوك، اعتبرت تحريضاً على اغتيال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، تثير هذا السؤال الإشكالي.
كانت السلطات التونسية قد اعتقلت مساء أمس الخليفي من منزله في صفاقس إثر شكوى قُدّمت ضدّه. كتب الخليفي بالعامية التونسية على صفحته: "عزيزي الحارس الشخصي ماكش ناوي تعملها، هاك مازلت شابًا اصدم واحنا الكل معاك" (ألست تنوي أن تُعيدها، ما زلت شاباً أقدِم ونحن معك)، وأرفق صورة للرئيس التونسي وخلفه حارسه الشخصي، وإلى جانبها صورة رجل الشرطة التركي الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة منذ أيام.
تستمرّ حملات التضامن من قبل صحافيين وناشطين مع الكاتب الذي لم يُعرف حتى الآن المكان الذي اقتيد إليه، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت إدانات كبيرة للاعتقال واستفسارات عن مصير الكاتب ودعوات لإطلاق سراحه فوراً، إضافة إلى سخرية مضاعفة من صورة الرئيس التونسي.
يذكر أن الكاتب يعرف باسم "حمادي الخليفي" وهو من مواليد 1992، حاصل على شهادة في الحقوق والعلوم السياسية. صدرت له رواية "هرب"، التي حصلت مؤخراً على جائزة "ألفة رامبورغ للثقافة والفن".