بعد غياب عن خشبة المسرح دام أكثر من ربع قرن، تعود الممثلة البريطانية غليندا جاكسون (1936) لتمثل دور "الملكة لير".
تطويع نوع الشخصية ليخرج في رداء جنس آخر غير الذي كتب فيه، لا سيما شخصيات مثّلت آلاف المرات على المسرح منذ كتابتها، سيكون تحدياً للممثلة التي يحفل تاريخها بالجوائز على أدوارها في أفلام: "نساء عاشقات" و"هيدا" و"رقصة سالومي الأخيرة" و"ملك الرياح".
ليس فقط أن لير سيكون امرأة، بل إن العمل أيضاً من إخراج المسرحية البريطانية ديبورا ويرنر، والتي تنوي البدء في التدريبات في آب/ أغسطس، على أن يكون أول عرض للمسرحية في تشرين الأول/ أكتوبر.
جاكسون، التي كانت متفرغة للعمل السياسي واعتزلت التمثيل سنة 1992، بعد أن أصبحت نائبة حزب العمّال في البرلمان، أعلنت أنها لن تخوض الانتخابات مرة أخرى بعد دورة 2010-2015، وها هي تعود من خلال شكسبير في عمل مضمونه ليس بعيداً عن السياسة، بعد أن صرّحت في مقابلة معها العام الماضي، أن هناك أدوار مسرحية قليلة للمرأة المتقدّمة في العمر، على العكس من حضور الرجل الكبير في العمر في النصوص الدرامية بقوّة.
وقالت في حوار سابق مع "ديلي ميل": "إذا كنت ممثلاً موهوباً، فيمكنك أن تمر بكل مراحل تطوّر شخصية الرجل على المسرح. يمكنك أن تمشي الطريق كاملاً من هاملت إلى لير. دائماً هناك جزء يناقش التطوّر في شخصية الرجل، لا يوجد هكذا أدوار للمرأة."
ورغم أن هذه واحدة من المرات القليلة التي يتم تأنيث شخصيات مذكرة في أعمال أدبية شهيرة، خاصة شكسبير، لكن المسرح الألماني مثلاً شهد تقديم مسرحية يكون فيها "أوديب" امرأة. ولكن يبدو أن دور "لير" استهوى فنانات كثيرات، فقد أدّته، العام الماضي، الممثلة الكاتالانية نوريا إسبير في برشلونة، وقد لقي أداؤها ردوداً ومراجعات إيجابية تزيد على أداء الدور من أي ممثلة بعدها تحدياً إضافياً. كما أدّته أيضاً الألمانية ماريان هوب في العام 1990 وكانت في عمر الثمانين، وكذلك الممثلة البريطانية كاثرين هنتر سنة 1997.
اقرأ أيضاً: روميو كاستولوتشي: أوديب ملكةً