مع اقتراب إحياء تونس للذكرى السادسة من الثورة، ليس من النادر أن نجد مقاربات عدة تنطلق من محورية هذا الحدث لتتساءل حول ما تحقّق في هذه السنوات مقارنة بما سبقها. ليس الشأن الثقافي بمنأى عن ذلك، خصوصاً وأنه استفاد من استرجاع الحريات العامة إلى الفضاء العمومي منذ 2011.
"الثورة والنشر" هو عنوان المائدة المستديرة التي يجري تنظيمها غداً في مقر "دار الكتب الوطنية" في تونس العاصمة، بداية من الساعة الثانية بعد الظهر.
يشارك في الفعالية "اتحاد الناشرين التونسيين" من خلال شهادات مجموعة من الناشرين الذين يضيئون المتغيّرات التي عرفتها صناعة الكتاب في تونس بعد 2011.
كما تشارك في النقاش كل من أستاذة التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية، قمر بن دانة، ومديرة "دار الكتب الوطنية" رجاء بن سلامة التي ستقوم كذلك بتقديم مشروع "بيبليوغرافيا الثورة" الذي يوثّق لجميع الأعمال المنشورة المتعلّقة بالثورة التونسية.
كثيراً ما تصادم رأيان بخصوص النشاط الثقافي في علاقته بالثورة في تونس، حيث يرى شق بأن ما جرى في 2011 مثّل دفعة للحياة الثقافية أخرجتها من ركودها، فيما يرى شق مقابل بأن نفس الحدث أربك الثقافة التونسية.
نجد أثراً لذلك في ميدان النشر، لكن الثابت أن سنة 2011 مثلت طفرة واضحة على مستوى الكتب التي نشرت، وإن كانت في معظمها انطباعية وأقرب إلى شهادات ذاتية عن العقود الماضية، قبل أن يعود نسق الإنتاج إلى وتيرته العادية ولكن بثوابت وأمزجة جديدة.