ذهبت "جائزة مان بوكر" البريطانية أخيراً إلى الكاتب الأميركي جورج ساندرز (تكساس، 1958) عن روايته "لينكولن في باردو" (2017) التي تدور أحداثها في مقبرة ولليلة واحدة من ليالي عام 1862، مستعيدة قصة حقيقية تتعلق بالرئيسي الأميركي أبراهام لينكولن وفقدانه لابنٍ له في الحادية عشرة من عمره.
العمل الفائز بـ"بوكر" (قيمة الجائزة 50 ألف جنيه استرليني) هو أول رواية كبيرة الحجم لساندرز الذي عُرف سابقا بمجموعاته القصصية ورواياته القصيرة. ولعل "العاشر من ديسمبر" (2013) هي أشهر أعماله السردية الثمانية التي أصدرها قبل "لينكولن في باردو". هذا إلى جانب ثلاثة كتب تضم مقالات له.
وكان ساندرز، الذي استلم الجائزة في لندن ليلة أمس الثلاثاء وألقى كلمة بالمناسبة، بين ستة كتاب وصلوا إلى القائمة القصيرة لـ"بوكر" هذا العام بجانب مواطنيه الأميركيين بول أوستر وايملي فريدلوند، والكاتبين البريطانيين آلي سميث وفيونا موزلي، والكاتب البريطاني من أصل باكستاني محسن حميد.
نتيجة "بوكر" النهائية لهذا العام تبدو أفضل من ناحية أخلاقية وسياسية وربما أدبية أيضاً من نتائج فرعها الخاص بروايات مترجمة من العالم إلى الإنكليزية المسمّى "جائزة مان بوكر الدولية" (أنشئت عام 2005) إذ مُنحت هذا العام لكاتب إسرائيلي يخدم السياسات الصهيونية والاحتلال هو ديفيد غروسمان الذي شكّل فوزه صدمة للأوساط التي تطالب بالعدالة لفلسطين (كان معه أيضاً في القائمة الكاتب الإسرائيلي عاموس عوز).
وإذ كانت هناك خشية من أن تذهب جائزة "بوكر" هذا العام إلى الأميركي بول أوستر القريب من السياسات الصهيونية. يُلحظ في السنوات الأخيرة اندفاع "بوكر" أكثر نحو اليمين، إلى جانب حضور مبالغ به (من الناحية الأدبية قبل الاعتبارات الأخرى) لأسماء قريبة من "إسرائيل" وتتواطأ مع سياساتها في قوائم الجائزة البريطانية.