التظاهرة التي تُقام في مدينة مكناس المغربية (150 كلم شرق العاصمة)، تتمايز عن غيرها من المهرجانات العربية، عبر تركيزها على أزمة الكتابة المسرحية، في محاولة لخلق حوار حولها يشارك فيه الكتّاب بالدرجة الأولى، حيث لا يزال معظم المخرجين العرب يلجؤون إلى اقتباس نصوص شهيرة ومعروفة، معظمها ينتمي إلى لغات أوروبية، ويعيدون إنتاجها على الخشبة.
يُفتتح الملتقى بمسرحية "الساعة صفر" لـ فوزي بن براهيم من الجزائر، التي تتناول لقاء في حانة بين مثقف يعيش حياة عصرية وفق الطراز الغربي ويتحدّث باللغة الفرنسية، مع رجل محافظ بثقافة محدودة ونمط حياة تقليدي، فيتساجلان في حوار يكشف الكثير من همومهما الاجتماعية وجوهر شخصيتهما.
يوم الجمعة، تنظّم قراءات مهداة إلى الكاتب والمخرج المغربي الراحل الطيب الصديقي (1938 – 2016)، الذي يختار له الممثل رشيد فكاك مقاطع من مسرحيته "عطب تقني خارج عن إرادتنا"، بينما تقرأ نعيمة المشرقي ومصطفى الخليلي ولطيفة أحرار نصوصاً أخرى، وتقدّم "فرقة أنيس الثقافية" قراءة لمقاطع من مسرحية "الأجواد" للكاتب المسرحي الجزائري الراحل عبد القادر علولة (1939 – 1994)، كما تقرأ الكاتبة أوليفا أودراغو من بوركينافاسو نصوصاً لها.
وتُقام محاضرة للأكاديمي مولاي أحمد بدري بعنوان "الكتابة للمسرح: خصوصيات النص المسرحي"، ويعقبها قراءات للمسرحي العراقي مهند الهادي بعنوان "رائحة القهوة"، ولعدد من المسرحيين المغاربة مثل عبد الحق السرغيني، ومحمد الشوبي، ومحمد بلهيسي، ومحمد الحر، وأمين بنيوب، ويعقد حوار مفتوح مع الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، لتختتم الفعاليات بمسرحية "الماتش" من تأليف إدريس كسيكس وإخراج بوسلهام الضعيف.