عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الإثنين، تقدّم الفرقة حفلاً في فضاء "دوار" في القاهرة يشارك فيه محمد عبد المنعم على الغيتار، ومحمود محمد على الكمان، وجورج عماد على الإيقاع، ومحمد سامي نجم على العود، وغناء لويزا روسو وعماد فتحي.
قدّمت "إستبينا" خلال الفترة الماضية مقطوعات من التراث الغنائي لبلدان في حوض البحر الأبيض المتوسط، يونانية وعربية (مصرية، ومغربية، ولبنانية، وجزائرية) وفرنسية وإيطالية وإسبانية، إلى جانب أغانٍ غير متوسطية كما في حفلة اليوم؛ الأولى "انسيني لو تقدري" للمطرب السوداني حسن عبد العزيز، والثانية "ختام" وهي أغنية غجرية من تراث أقلية الروما وتتحدّث عن الفقراء في عيد القديس جورج.
في حديثه لـ "العربي الجديد"، يلفت مؤسس الفرقة محمد سامي نجم إلى أن اختياراتها مدروسة وتأتي بعد بحث ونقاش جماعي حولها، حيث عادت في انتقاءاتها من التراث المصري إلى المطرب عبد الغني السيد في أغنية "إيه فكر الحلو بيا"، إلى جانب تقديمها "كان أجمل يوم" لمحمد عبد الوهاب.
ويضيف "المطرب الجزائري دحمان الحراشي يشكّل مرجعاً أساسياً، حيث اخترنا أعمالاً عدّة له مثل "والله مادريت"، و"يا رايح وين مسافر"، و"اش داني نخالطه"، و"ما زالني معاك نقاسي" والتي تظهر تجريبه على الأغنية الشعبية".
استعادت "إستبينا"، بحسب نجم، نماذج متعدّدة منها "أراك مرة أخرى" للمغني الفرنسي الشهير ليو فيري التي كتبه الشاعر بول فرلين يصوّر بهجته حين رأى حبيبته بفستانها الأصفر، وكذلك "الزين والعين الزرقا" التي انتشرت أثناء الحرب العالمية الثانية وهي أغنية ثورية ساخرة لحسين السيلاوي تتحدّث عن دخول الجيش الأميركي إلى المغرب وبنائه قواعد عسكرية، إضافة إلى "طنجه يالعالية" و"الله يا مولانا" من التراث المغربي.
في أغنية "وداعاً يا جميلة" يحضر مقاوم إيطالي ضد الفاشية وهو يودّع حبيبته قبل الذهاب إلى تأدية واجبه الوطني، أما "مورينيكا" فهي من التراث الأندلسي التي ظلّت تغنى إلى اليوم وتمزج في ألحانها بين موسيقى عربية وإسبانية.