وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في قراءة بيان لجنة التحكيم "تسحرك رواية "موت صغير" بانسيابيتها وانتظام سردها وهدوء حركتها الداخلية؛ فتجعلك تغوص في عوالم بطلها، ابن عربي، في حلّه وترحاله وكأنك هو في أزمان مضطربة تصارع مآسيها بصبر يتردّد. تتدفّق الرواية بين يديك، وتجري وراءها بشغف أخّاذ وإيقاع متوازن يشهد لكاتبها محمد حسن علوان بقدرة رائعة على حياكة السرد دون تزويق أو بهرجة".
يشكّل العمل الذي صدر عن "دار الساقي" اللبنانية، سيرة روائية متخيّلة لحياة المتصوّف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق، وعن رحلته من الأندلس غرباً وحتى أذربيجان شرقاً، مروراً بالمغرب الغربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا.
وقد ضمّت القائمة القصيرة هذا العام إلى جانب "موت صغير"، كلّ من رواية "السبيليات" للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، و"زرايب العبيد" لليبية نجوى بن شتوان، و"أولاد الغيتو.. اسمي آدم" للبناني إلياس خوري، و"مقتل بائع الكتب" للعراقي سعد محمد رحيم، و"في غرفة العنكبوت" للمصري محمد عبد النبي.
يبدو أن خيار "بوكر" عاد إلى التاريخ كما في الدورة الأولى التي فاز بها الكاتب المصري يوسف زيدان عن روايته "عزازيل"، بينما ذهبت بقية الدورات إلى روايات تعاين الواقع المعاصر.
من جهة أخرى يأتي فوز "موت صغير" منسجماً مع سياسات البلد المضيف التي اختارت ابن عربي شخصية العام في "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، الذي ينطلق غداً، بوصفه "نموذجاً للمثّقفين أصحاب الرؤية الإنسانية المنفتحة"، وفق بيان صحافي لإدارة المعرض.
يُذكر أن لجنة التحكيم لـ"بوكر" 2017 تكوّنت من الروائية الفلسطينية سحر خليفة (رئيساً)، والأكاديمية والروائية الليبية فاطمة الحاجي، والمترجم الفلسطيني السوري صالح علماني، والأكاديمية والمترجمة اليونانية صوفيا فاسالو، والروائية المصرية سحر الموجي.