تأثّر صاحب "مقدّمات" بتيار البنوية منذ بدايات مشواره، واهتمّ بتصدير عدد من التجارب السردية العربية، والاشتباك مع نصوصها بالتحليل والنقد؛ ومن بينها: "موسم الهجرة إلى للشمال" (1966) لـ الطيب صالح، و"الياطر" (1975) لـ حنا مينة، و"المتشائل" (1974) لـ إميل حبيبي، وكان آخر مقدّمة وضعها لرواية "جحر الضب" للروائي وأستاذ علم الاجتماع التونسي نور الدين العلوي.
لم يتعصّب بكّار لحداثة تقطع مع القديم، إنما كان النص هو معياره الأوّل بغض النظر عن انتمائه الزمني أو المكاني، لذلك اعتنى بنماذج سردية من الموروث العربي مثل "ألف ليلة وليلة"، وكان يرى العلاقة بين التراث والحداثة وبين الشرق والغرب جدليةً لا تخضع لتبسيط مخلّ وانحيازات مسبقة.
كما في اشتغاله على النص منذ ابن المقفع والجاحظ وحتى يومنا هذا، تنوّعت كذلك اهتماماته بين الصورة والمسرح والسينما، وكان له آراءه المعمّقة في الإبداع والفكر والحياة العامة، ومنها انتصاره للطلاّب ودفاعه عنهم في اقتحام الأمن مبنى الجامعة بداية تسعينيات القرن الماضي.
كان توفيق بكّار مقلّاً في التأليف والنشر، ومن بين إصدارته "شعريات"، و"قصصيات عربية"، كما قدّم أعمال محمود المسعدي وصالح القرمادي والحبيب السالمي.