المسابقة التي تواصلت ليومين اختتمت أمس في "دار الثقافة عبد القادر بن علولة" في المدينة، جاءت بالتزامن مع يوم الاستقلال والشباب في الجزائر من هنا حملت شعار "الجزائر نصر وفن"، وكانت مفتوحة على جميع أنواع الخطوط العربية التي تربو على السبعين، وأبرزها النسخ والكوفي والرقعة والفارسي والديواني.
تضمّنت الدورة الأولى من المبادرة ورشات عمل ومعرضاً واختتمت بجولات سياحية في المدينة، باعتبارها موقعاً كبيراً يجمع الفن بالتاريخ، فقد مرّ على تلمسان ثماني حقب حكم أساسية، منها المرابطون والموحدون والمرينيون، وتضمّ بين آثارها العديد من المواقع الأثرية ذات الطابع الأندلسي، ما يعني تجذّر فن الخط فيها.
أشرف على المسابقة الخطّاط الجزائري عبد الرزاق قارة برونو، ومن المشاركين فيها الفنانة إيمان مهري، وعلالو عثمان، وحمزة عباس، وعبد الغني دوّخ، ومراد عبد اللاوي، وعبد المالك صايم وآخرين.
أقيمت المسابقة، وفقاً لبيان المبادرة، بهدف تجسيد الغنى في الحروفيات المختلفة الموجودة في الجزائر، ولإثراء محتويات المتحف بأعمال من أجيال شابة، لا سيما مع وجود توجّه لدى المتحف إلى تقديم ورشات في الحروفيات تستهدف الفنانين الشباب.
كما دعا "الوطني للخط الإسلامي"، بمناسبة المبادرة، الفنانين المتخصّصين بفنون الخط المختلفة إلى تقديم أعمالهم وعرضها في المتحف.
يذكر أن المتحف يقع في الجانب الغربي للساحة المجاورة للمسجد الكبير لتلمسان، حيث جرى تأسيس بنائه عام 1296. ليكون مسجداً صغيراً يحمل اسم "أبي الحسن التنسي"، ثم تقلّبت عليه الأنظمة التي حولته أكثر من مرّة إلى استعمال مختلف، ومع إعلان "تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية" عام 2011، جرى ترميم البناء وتأسيس "المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي" رسمياً في 2013.