لم تمر سوى أيام على رحيل الكاتب والناشط السياسي المصري رفعت السعيد (1932 – 2017) حتى بدأت أزمة تتعلّق بمذكراته التي أعلن الإعلامي سيّد الحراني نيّته نشرها ما أثار حفيظة أسرة الكاتب الراحل.
الحراني كان قد أعلن بعد رحيل السعيد (يوم 17 آب/ أغسطس الجاري) بأنه سيُصدر في الأيام القادمة مذكراته، وهي صياغة لمجموعة حوارات دام تسجيلها ثلاث سنوات اشتغلا عليها الحراني والسعيد سوياً لإعدادها.
لم يمرّ أسبوع عن هذا الإعلان حتى قدّم خالد رفعت السعيد، نجل صاحب "عمائم ليبرالية" شكوى عند "نقابة الصحافيين" المصرية لمنع الحراني من نشر المذكرات، كاشفاً أنه وجد مخطوطاً يفيد أن والده يرفض أن تنشر مذكراته التي سجّلها الحراني، فيما صرّح الأخير أن المقصود هو نسخة أولى قام رفعت السعيد بمراجعتها ووضع فيها تعديلاته، وأنه سوف يواصل إعدادها للنشر.
الأيام القادمة ستكشف إلى أين تؤول الأمور، إن كانت أسرة السعيد ستتمسّك بموقفها وربما تعتمد وسائل أخرى لمنع نشر المذكرات وصولاً إلى القضاء أم سيجد الطرفان تسوية ترضي الجميع.
بشكل عام، تفتح هذه المسألة على إشكالية نشر المذكرات في الثقافة العربية، إذ كثيراً ما تستدعي ردود أفعال عنيفة على نشرها لأسباب مختلفة، بداية من الحسابات الأسرية وحقوق الملكية وصولاً إلى شؤون السياسة والحياة العامة دون اعتبار للقيمة المعرفية لنشر المذكرات، ولا شكّ أن في ما سجّله رفعت السعيد الكثير مما سيفيد الرأي العام عن مسارات الثقافة والسياسة في مصر طوال عقود.