منذ تأسيسه كهيئة تعليمية تتبع "جامعة الدول العربية" عام 2003، يسعى "المعهد العالي العربي للترجمة" في الجزائر لتنفيذ جملة مشاريع كبرى تتعليق بنقل القرآن إلى لغات عدّة، وكذلك ترجمة أبرز الآثار العربية في مجالات متنوّعة، والمضي بالترجمة العلمية إلى العربية، لكن القائمين عليه لم يتمكنوا من تجاوز البعد المحلي، حيث تستحوذ برامج تعليم وتدريب المترجمين على معظم نشاطاته.
إلى جانب ذلك، ينظّم المعهد "الملتقى الدولي الثالث" في السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، تحت عنوان "الترجمة عبر منظار الأخلاق أو السياسة"، لمدة ثلاثة أيام.
يتناول الملتقى بالبحث والتحليل والنقاش، بحسب المنظّمين، الطفرات العميقة التي يشهدها عصرنا الحالي، تكنولوجية كانت أم سياسية أم اقتصادية، ومدى تأثيرها في الترجمة، وكيف أنّ التطورات التي حقّقها المجال الرقمي والصناعة اللغوية قد خفّفت الكثير من الأعباء التي كان المختصّون في الترجمة يضطلعون بها، وإن ظلّ تأثيرها على الترجمة يظلّ قاصراً عن تقييد وإزاحة جميع العراقيل التي تعترضها.
ترتكز الفكرة الأساسية للتظاهرة على عمل المترجمين من أجل عولمة الممتلكات وبراءات الاختراع والخدمات، ومن أجل الصناعات الإلكترونية والصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية، إذ يقدّمون خدماتهم، بطبيعة الحال، للذين يدفعون ثمنها، بما يخالف أحياناً التزاماتهم الأخلاقية، ما يطرح أسئلة حول اختيارات المترجم وطبيعة عمله ونزوعه بشكل متزايد نحو القولبة.
ودعت اللجنة المنظّمة الباحثين العرب إرسال ملخصات عن مقترحاتهم في موعد أقصاه الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، والتي ستقبل باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية إضافة العربية.
يناقش المشاركون ستّة محاور أساسية، هي: الترجمات المغلوطة للخطابات السياسية: من القصور الثقافي إلى التلاعب، والأخطاء الثقافية في الترجمة الآلية أو الترجمة بمساعدة الحاسوب، ودور الترجمة في إطار ظاهرة الهجرة الراهنة، والترجمة بين الأخلاقيات والآداب المهنية، والترجمة العربية والتحديات المصطلحية، والسياسات العربية في مجال الترجمة.