منذ قرابة عقدَين، ومدينة الصويرة، غربي المغرب، تحتضن مهرجاناً موسيقياً باسم "مهرجان الكناوة وموسيقى العالم". تقوم التظاهرة، التي نُظّمت دورتها الحادية والعشرون في حزيران/ يونيو الماضي، على مزج موسيقى الكناوة أو "التاكناويت" بالجاز وغيره من الموسيقات العالمية، في حفلاتٍ تعتمد على الارتجال الموسيقي.
تستضيف المدينة، التي جرى تصنيفها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب سنة 2001، مهرجاناً موسيقياً جديداً في مجال الكناوة، هو "جيل كناوة للشباب" الذي تنطلق فعاليات دورته الأولى يوم غدٍ الجمعة في فضاء "دار الصويري"، وتستمرّ ليومَين.
وبحسب جمعيتَي "أصول كناوة للشباب" و"الصويرة موغادور" المنظّمتَين للتظاهرة، فإن المهرجان الجديد "سيوفّر مساحةً لمحبّي هذا اللون الموسيقي الأصيل للاستمتاع بعروض المجموعات الموسيقية".
لكن التشابه بين المهرجانَين يطرح تساؤلاً عن القيمة المضافة التي يسعى "جيل كناوة للشباب" إلى تقديمها، خصوصاً مع وجود تظاهرةٍ لديها تراكمٌ وباتت تستقطب أسماء موسيقية بارزة من مختلف بلدان العالم؟ سؤال يجيب عنه المنظّمون بالقول إن خصوصية المهرجان تتمثّل في سعيه إلى "نقل هذا الفن الموسيقي الأصيل إلى الأجيال الصاعدة، من أجل المحافظة عيله وضمان استمراريته"، من خلال التركيز على الفرق والموسيقيّين الشباب.
يفتتح المهرجان باستعراض ينطلق من الساحة التاريخية "المنزه" تحضر فيه جميع الفرق المشاركة. كما يشهد اليوم الأول تنظيم مائدة مستديرة حول فن الكناوة، بغية "خلق حوارٍ بين الفنّانين الشباب".
ويشارك في الدورة فنّانون وفرق موسيقية من مدن مغربية مختلفة؛ من بينها: "كناوة سوس" من أغادير، والمعلّم (لقب يطلق على شيوخ الكناوي) فتح الله من كندا، والمعلّم محمد الراجي والمعلّم محسن شلّة من الصويرة، والمعلّم خالد شاربدو من مرّاكش.