لم يتوقّف هذا التفاعل مع خروج العرب الأندلسيين الذي جلبوا معهم إلى مدن المغرب قيثارتهم منذ القرن الثالث عشر، ورغم محاولات المقاربة بينها وبين الغيتار بشكله الأولي الذي انتشر في أوروبا في القرن السابع عشر، إلا أنه لا يمكن الجزم أن الأخير يمثّل امتداداً للقيثارة، وإن اختلطت تسميتهما عربياً، ومغربياً على وجه الخصوص.
لا تبدو هذه الخلفية بعيدة عن تزاحم المهرجانات المتخصّصة في هذه الآلة في المغرب، في محاولة لإظهار هذا التقارب بين الشرق والغرب، حيث تُفتتح مساء اليوم فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان تالبرجت الدولي للقيثارة" في مدينة أغادير ويستمر حتى السبت المقبل، ليضاف إلى مجموعة من مهرجانات تحمل الاسم ذاته في مدن مراكش والعيون والعرائش والرباط.
تهدف التظاهرة بحسب بيان المنظّمين إلى "إحياء حي تالبرجت، الذي كان بالأمس القريب من أكثر أحياء مدينة أغادير اهتماماً بفنون المسرح والسينما والموسيقى والتشكيل"، في إشارة إلى التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المدينة في العقود الماضية وما طرأ من تشوّهات معمارية وأزمات مجتمعية متعدّدة.
من أبرز العازفين المشاركين؛ ييفس مسنيل من فرنسا، ومارسيلو كالابرس من إيطاليا، ورووب فالسيني من إنكلترا، ومارلوس كولي من بولندا، وموتالبان ميكيل من تشيلي، ودانييل سانتا وفيكتور هيجو من كولومبيا، والأخوين الشلبي من سورية، ومن المغرب الفنانين هشام ماسيين ويونس كمال.
كما يشارك في الدورة الحالية فنانون مغاربة مقيمون في المهجر؛ من بينهم يونس الأمين المقيم في إنكلترا، وسيمو البوعزاوي في إسبانيا، والحسن شطار في بلجيكا، إلى جانب العروض الموسيقية، ينظّم معرضان يخصّص الأول لتوثيق حي تالبرجت فوتوغرافياً، والثاني يتضمّن صوراً ومتعلّقات للمغني المغربي الراحل عموري مبارك (1951 – 2015).