وأشارت وزارة الثقافة اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، إلى خصوصية تجربة الفنان الراحل الذي أسّس أول صالة للفن التشكيلي في صنعاء، وغيرها من المشاريع التي وضع فيها بصمته، كما لفتت إلى تجربته الفنية التي ارتبط فيها باليمن وعكس ذلك في لوحاته.
ينتمي الفتيح إلى جيل المؤسسين في التشكيل اليمني، في بلد لم يجد الفن التشكيلي فضاءات تتيح تطوّره بشكل طبيعي. بدأ اسم الفتيح يظهر منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وبالإضافة إلى مشواره الفنّي، شغل مناصب عديدة مثل مدير الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، قبل أن ينتقل لتأسيس جماعة الفن الحديث مع زميله مظهر نزار، ثم تأسيس "المركز الوطني للفنون" الذي أنشأ أول صالة عرض للفن التشكيلي بمدينة صنعاء القديمة.
وُلد الفنان التشكيلي اليمني في عدن، وعاش وتلقى تعليمه الأوّلي فيها، قبل أن يغادر بلاده إلى ألمانيا حيث نال دبلوم الدراسات العليا من "أكاديمية الفنون" في دوسيلدروف، وهناك أسهم في تأسيس تجمّع الفنانين العرب في ألمانيا وأوروبا، وأصبح أول رئيس له.
اقتنى أعمال الفتيح عدد من المتاحف العالمية منها "متحف سان فرانسسكو" في الولايات المتحدة الأميركية، و"متحف درسدن" في ألمانيا، و"متحف العالم العربي" في باريس، و"متحف الفن الحديث" في النرويج، و"متحف كاتانيا" في ايطاليا، و"متحف الفن الحديث" في الاسكندرية.
زاوج الفتيح بين الرسم المستلهم بالخصوص من العناصر البصرية لليمن، وتجارب أخرى من بينها رسومات للأطفال وأعمال في النحت والجداريات، ومن أشهر أعماله منحوتة "القوة والسلام" التي وُضعت في مدخل مطار صنعاء بالعاصمة اليمنية.
كانت سنوات الحرب في اليمن، سنوات صمت للفتيح ولمجمل الفن التشكيلي حيث طغى خلالها لون الدم على المشهد العام، وعلى هذا الشمهد أغلق عينيه اليوم في "المستشفى اليمني الألماني" في مدينة عدن.