تستند تجربة الفنانة المغربية ليلى بن حليمة منذ بداياتها في التسعينيات إلى التراث الأمازيغي والأفريقي بشكل عام، سواء في أعمالها الأولى التي نزعت نحو التجريد، أو في بحثها اللاحق عن توظيف رموز وكتابات في عدد من لوحاتها التي تتناول قضايا المرأة بشكل أساسي.
"تحرير النساء" عنوان معرض الجديد الذي افتتح في غاليري "بوغ آرت" في السابع من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الحادي والعشرين منه، ويضمً حوالي سبعين لوحة تركّز على قضايا الجندر ومسألة التحرر النسوي، وكيف تعيش المرأة داخل أطر ثقافات بطريركية وسلطوية.
في إحدى لوحاتها، تظهر أجساد نساء يرقصن على خلفية ملوّنة منقوش عليها بحروف التيفيناغ في محاكاة لنقوش قديمة، حيث السواد يتركّز في وسط اللوحة تحيط به تدرّجات الأزرق متداخلاً مع الأحمر والأصفر والبرتقالي، فيما تبرز الكتابة بلون أبيض تشتبك مع الجسد ليبدو أنه جزء منه أو منسجماً معه في الإيقاع أو الحركة.
خيوط الأزرق تلتف حول أجساد أنثوية ملوّن بالأحمر على هيئة حبل في عمل آخر يحمل عنوان "الفرامل المترامية الأطراف" في إشارة إلى القيود الاجتماعية والثفافية التي تحاصر المرأة، كما تحضر الأجساد ذاتها غير مكتملة فوق سطح اللوحة حيث تمتزج برسوم، فلا يظهر منها سوى وجوه كأنها أيقونات أو أجساد مكتوبة فوق جدار.
تُعرض أيضاً لوحات مصغرة لا تزيد قياساتها عن عشرين سنتيمراً تصوّر كلّ واحدة إحدى حالات المراة في تأملها أو انتظارها أو استعراض زينتها، إلى جانب مجموعة من الأواني التي نُقشت عليها نساء باللون الأزرق في أجواء مستعارة من الرقص الصوفي، حيث ترفع اليدين في هيئة الدعاء أو المناداة.
"إنها قوة الفن التي يمكن أن تفتح النقاشات والتحسيس بعدد من القضايا من بينها ظروف عيش المرأة"، تقول بن حليمة في تقديمها للمعرض، مشيرة إلى أن "المرأة في لوحتها ترمز إلى الفضيلة والتحرر، وبعد رفعها للقيود التي تفرضها نظرة المجتمع إليها، تكون قد تجاوزت الحواجز التي تمنعها من المضي قدماً في الحياة، ونيل مكانتها التي تستحقها عن جدارة".