تشغل الموسيقى جزءًا كبيرًا من حياة الأفراد بالعموم، سواء كخلفية تصدح خلال النهار هنا وهناك أو كفن نتلقاه عامدين وباحثين عنه أكثر من غيره من الفنون. مع ذلك فهي منطقة نادراً ما نولي اهتمامًا لها بنفس الوعي النقدي الذي قد نقوم به مع الفنون الأخرى. من هنا يحاول المؤلف الموسيقي وعازف الكمان البريطاني دانييل ميريل مناقشة طرق جديدة للتفكير في الموسيقى التي من شأنها إثراء الطريقة التي يمكننا من خلالها فهم الثقافة.
يقوم ميريل بهذه الرحلة الاستكشافية، من خلال سلسلة من المحاضرات التي يلقيها في "معهد القاهرة للفنون والعلوم الليبرالية"، والتي تبدأ أوالها عند السادسة من مساء بعد غدٍ الإثنين وتتواصل أسبوعياً لمدة تسعة أسابيع تحت عنوان "تأملات في تمثيل الموسيقى وإنتاجها".
ووفقاً لبيان المنظمين، فإن مواجهة الموسيقى ليست فعلًا محايدًا. حتى عندما يكون مجرد جزء من ضجيج، فالموسيقى تجربة مليئة بالإشارات والمعاني الثقافية. ومن خلال فهمها تتشكل لدينا الكثير من المعاني، وهذه الأخيرة تتأثر بعدة عوامل مثل أين وكيف ومتى ومَن هو الموسيقي الذي يؤديها، من أنتجها، وهل هي مستنسخة من قبل.
كل هذا يعني أن القيم الثقافية والصناعية تحدد كيف نفهم الموسيقى وكيف نتحدث عنها وكيف نسمح لها بالحديث عن أنفسنا والآخرين.
يستكشف ميريل في محاضراته بعض العوامل التي تشكل لقاءنا مع الموسيقى من خلال ثلاثة محاور أساسية؛ يتمثل الأول في أفكار ومواقف تجاه الموسيقى وصنع الموسيقى. فبالرغم مما يُقال من أن الموسيقى لغة عالمية، إلا أن هذا ليس صحيحا تمامًا.
حيث أن الثقافات المختلفة لها طرق مختلفة في تعلم الموسيقى وعزفها وتأليفها والتحدث عنها وتدريسها، وحتى أنها مختلفة في ما تعتبره موسيقى وتعده ينتمي إلى هذا الفن، فقد تكون الموسيقى ذات القيمة في ثقافة ما لها قيمة ضئيلة في ثقافة أخرى.
ينظر المحاضر أيضًا في الممارسات والأفكار الموسيقية في مجموعة من الثقافات على صعيد الإنتاج الموسيقي، والتمثيل التجاري لها والتمثيلات الثقافية التي تؤثر على الطريقة التي نتصور بها الثقافات الأخرى.
يستعين ميريل بعدة مصادر في محاضراته من أبرزها كتاب برونو نيتل "دراسة الإثنومسيولوجيا"، وكتاب كريستينا نيلسون "فن قراءة القرآن"، وجورجينا بويز "القرية المتخيلة: الثقافة، الأيديولوجية والإحياء الشعبي الإنكليزي"، وروي شكير "فهم الموسيقى الشعبية"، وعمل فيرجيل فيرجيل "المنتج كمؤلف: تشكيل أصوات الموسيقى الشعبية".