في تشرين الأوّل/ أكتوبر من السنة الماضية، جرى إطلاق "المعرض الوطني للكتاب التونسي"، وقد جرى اختيار هذا الموعد بعناية كي يأتي في بداية الموسم الثقافي الجديد وبعيداً عن "معرض تونس الدولي للكتاب" الذي يقام سنوياً في الشهر الرابع من العام، على خلفية أن المعرض الجديد يحاول تقديم منتج الناشرين التونسيين بعيداً عن واقع التنافس الذي يفرضه حضور ناشرين من بلدان عربية أخرى، خصوصاً أن جمهور القراء يقدّرون الكتب التي لا تتوفر في سائر أيام السنة في تونس.
بدت الفكرة جذّابة، وقد تقاطعت لتنفيذها جهات عدة من وزارة الثقافة إلى "اتحاد الناشرين التونسيين"، مع توفير فضاء عرض جديد في "مدينة الثقافة" وسط العاصمة، فكانت كل المؤشرات توحي بأن التظاهرة ستعرف استقراراً، غير أن شهر تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام قد مرّ دون أن تقام الدورة الثانية أو يعلن عنها، وهو ما أثار تساؤلات عدة: هل يكون مصير هذه المبادرة مثل مبادرات ثقافية كثيرة تقف في دوراتها الأولى؟ وهل التصوّر الذي قام عليه هذا المعرض بتخصيصه للكتاب التونسي قابل للتنفيذ على مدى سنوات؟
ربما هدأت بعض هذه الأسئلة مع إعلان الهيئة المشرفة عليه عن موعد الدورة الثانية؛ حيث يُنتظر أن تُقام في الفترة بين 19 و29 من كانون الأول/ ديسمبر من السنة الجارية.
يقترح المعرض في دورته الثانية مجموعة من الجوائز تتناول فئة الكتاب الإبداعي، والكتاب الفكري، والكتاب الموجه للطفل والكتاب المترجم، إضافة إلى جائزة مخصصة لأفضل عمل إبداعي نسائي حول الحقوق والحريات، وهي جميعاً جوائز مخصّصة للكتّاب التونسيين.
ربما تساهم هذه الجوائز في تحقيق إشعاع لا يزال المعرض في حاجة إليه، ولكن قد يكون الانتظام مفيداً أكثر، سواء استمرّ في موعد السنة الماضية أو السنة الجديدة. ولا ننسى هنا أهمية البرنامج الثقافي الموازي للمعرض، والذي لن تكون معادلته سهلة مع الاقتصار على الكاتب التونسي وحده.