تندر الدراسات التي تتناول تاريخ الرق في المغرب الحديث، والذي يتشابك مع مجالات عديدة بدءاً بالصراع السياسي بين السلطنة وأعدائها في الشمال الأوروبي أو الشرق التركي أو الجنوب الأفريقي، والدور الذي لعبه العبيد في الأنشطة الاقتصادية في الحواضر والبوادي.
كما بدأ الاهتمام يتزايد بالأبعاد الاجتماعية في محاولة لدراسة أحوال الرقيق ومكانتهم المجتمع ونشاطهم وتطوّر حركتهم وصلاتهم ببقية المكوّنات الاجتمعية وحركيتها ضمن مرحلة تاريخية محدّدة، وكذلك علاقتهم مع السلطة بتمثلاتها في المخزن والمؤسسات الإدارية والعسكرية.
في هذا السياق، تُفام عند الخامسة من مساء الخميس المقبل، السابع من الشهر الجاري، في "مركز لايبنتس الشرق الحديث" في برلين محاضرة للباحث المغربي شوقي الهامل تحت عنوان "ميراث العبودية والعرق والعنصرية في المغرب"، وتقدّمه الباحثة الألمانية سونيا حجازي.
يشير المحاضر إلى وجود عدد قليل من الدراسات الشاملة التي تحلّل تاريخ العبودية أو تجارة الرقيق عبر الصحراء وصولاً إلى إلغائها في المغرب العربي، موضحاً سعيه في أكثر من ورقة بحثية لاستعادة الدور المنسي للسود في شمال أفريقيا، والإضاءة على أوضاعهم الاجتماعية الهشة، وفقدانهم الإحساس بالانتماء والمواطنة.
ويعود أستاذ التاريخ في "جامعة أريزونا" إلى عام 1672، في دراسات سابقة له، إلى السلطان مولاي إسماعيل حين سعى إلى تشكيل جيش دائم ومخلص لمواجهة عدم الاستقرار السياسي، مكوّناً من السود فقط بمن فيهم فئة "الحراطين" الذين كانوا يتمتعون آنذاك بالحرية، حيث تعرّصوا لانتهاك كثير من حقوقهم وإجبارهم على الدفاع عن السلطنة.
يلفت أيضاً إلى أنه وعلى الرغم من التنوع في المغرب وإفريقيته، إلا أن العبودية كانت تتشكل بعمق من خلال الهويات العرقية، ثم ارتبطت بالأصول الإفريقية، كما لو أن المغرب لم يكن إفريقياً، وأنه خلال القرن السادس عشر ربطت السلالات الحاكمة في المغرب "البيض" بالشرعية السياسية والحرية.
ورغم إعلان سلطات الاستعمار الفرنسي إلغائها رسمياً للعبودية في المغرب، إلا أن الهامل يتوقف عند مكافحة المؤسسة الملكية للعمليات السرية لبيع العبيد، حيث أن التجار الفرنسيين استفادوا من تجارة العبيد السنغاليين الذين كان يتم جلبهم على متن سفن فرنسية كركاب لبيعهم إلى الأثرياء.