لأكثر من سبعة عقود، كان فن الكومكس والقصص المصوّرة، يقتصر في المنطقة العربية على التوجّه إلى الأطفال، لكن الأمر اختلف في العقدين الأخيرين؛ فمع دخول الألفية الثالثة بدا وكأن العلاقة مع هذا الفن قد أخذت مساراً جديداً.
اليوم، يتوجه كثير من الفنّانين الشباب إلى الرسومات الكاريكاتيرية والقصص المصوّرة كوسيلة تعبير وسخرية وطريقة احتجاج إبداعية تتوجّه إلى الكبار، وكان الفنان اللبناني سباقاً في هذا السياق على المستوى العربي.
ومع اندلاع الثورات العربية في 2011، زاد حضور الكومكس كأحد وسائل التهكم على السلطة أو نقد الواقع وحتى نقد الثورات والمعارضة نفسها بطريقة هزلية.
كما انتشرت الرواية الغرافيك وأصبح التصوير بطريقة القصص المصوّرة مكوّناً بصرياً أساسياً في فنون الثورة والاحتجاج.
من ذلك الكتاب الذي أنجزه مجموعة من طلاب التصميم في الجامعة الأميركية ببيروت، تحت عنوان "قصص مثوّرة: كتاب كومكس طالع من الشارع" والذي يُقام حفل إطلاقه عند السادسة من مساء اليوم في دار "بيسترو" في منطقة الوردية بالعاصمة اللبنانيية.
يتضمّن الكتاب تشريحاً للبنان الآن في لحظة ثورية تحاول أن تهز الفساد المستشري في المؤسسة الرسمية. من هنا فإن مواضيع رسوماته هي المظاهرات والسلطة والعنف الذي تمارسه جماعات ضد المتظاهرين، ووسائلُ الإعلام وتأثيرها وخطابها.