في عام 1945، تأسّس "معهد الفنون الجميلة" في تطوان كأول مدرسة للفن في المغرب سيتمكّن طلبتها من التعرّف على تيارات الحداثة في الغرب، حيث سيتلقون تدربيهم على يد عدد من الأساتذة الإسبان، ومن أبرزهم الفنان التشكيلي الإسباني ماريانو بِيرتوتشي (1885- 1955)، الذي أقام في المدينة منذ العشرينيات حتى رحيله.
ساهم المعهد منذ نشأته في إعداد فنانين كثر سيكون لهم دورهم في المشهد التشكيلي المغربي مثل محمد شبعة، ومحمد أطاع الله، والمكي مغارة، وسعد السفاج، وعبد الكريم الوزاني، وبوزيد بوعبيد ومصطفى البوجمعاوي وأحمد بنيسف، وغيرهم.
حتى الأول من الشهر المقبل، يتواصل في "البيت العربي" بمدريد معرض "روابط مفتوحة: أربعة فنانين إسبان مغاربة" الذي افتتح في الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ويضمّ أعمال كلّ من خالد البكاي، ومونية تويس، وسعيد المساري، وأمين أسلمان.
يضيء المعرض على "عدد من الفنانين الذين تلقوا تعليمهم في "المعهد الوطني للفنون الجميلة" بتطوان، في اعتراف رمزي بأحد أهم مراكز الإنتاج الثقافي في تاريخ العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا، باعتباره جزءاً أساسياً من تاريخ الفن الحديث والمعاصر المغربي، ويستحق نظرة متعمقة لفهم دوره في ذلك"، بحسب بيان المنظّمين.
يقدّم البكاي (1966) مجموعة من اللوحات من التجربة الجديدة، التي يصمم فيها أشكالاً طولية عمودية، بعضها مستوحى من غابات البامبو اليابانية، وبعضها أكثر تجريداً، وتبدو كما لو أنها ألواح أخشاب متراكمة ومتراكبة.
أما المساري (1956)، فيواصل اشتغاله بتقنية النحت على ركائز من ورق يمزج من خلالها بين أكثر من تقنية (نحت، حفر، صباغة، ورسم)، ساعياً إلى تذويب الفوارق التي تميز تقنياً الممارسات الفنية عن بعضها، والإمساك بحدود التقاطع والتقارب بين أنواع تشكيلية مختلفة، ضمن طرحه تساؤلات حول راهن الإنسان وعلاقته بالنظام.
وتذهب تويس (1971) إلى الاشتغال على معلقات عدد من الشعراء الجاهليين مثل أمرؤ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد والحارث بن حلزة اليشكري، بينما يقارب أسلمان (1989) التراث الأندلسي من خلال استخدام وسائط مختلفة كالرسم والنحت والسيراميك.