التظاهرة هي أحد ثلاثة مشاريع تنظّمها "مؤسسة "أومنس" التي يديرها الناشط السوري علي نزير علي، إلى جانب "مهرجان الواحة السينمائي" المتخصّص بأفلام تتناول الصراعات في المنطقة العربية، ومشروع تعليمي بالتعاون مع "الجامعة الملكية" في بلجيكا، الذي يقوم على إقامة قاعة محاضرات وتفكيكها لتنتقل بين عدد من الجامعات لتشكّل نقطة التقاء آلاف من حملة الدكتوراه القادمين من بلدان تشهد حروباً وبين اللاجئين الذين لا يتمكّنون من استكمال دراستهم.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير نزير علي إلى أن "اختيار بلجيكا مكاناً لإقامة المهرجان جاء لكونها كانت مسرحاً لأبرز رسامي الكاريكاتير والكوميكس وأفلام الكارتون الذي خلقوا شخصيات لن تنسى مثل تان تان والسنافر، ولا حضور عربي فيها حتى الآن"، مضيفاً أن "الفنانين العرب ضحّوا بحياتهم سعياً نحو تغيير واقعهم بدءاً ناجي العلي ومروراً بعلي فرزات وليس انتهاء بأكرم رسلان الذي قتل تحت التعذيب في السجون السورية، وهم يستحقون أن يحتفى بأعمالهم".
ينطلق المهرجان في ذكرى رحيل المخترع الأميركي من أصل سوري ستيف جوبز (1955 – 2011)، الذي استطاع أن يحقّق أحلامه بعيداً عن وطنه؛ "شخصية تعكس رؤية تفاعل ثقافات مختلفة وأن لا تستحوذ ثقافة على الأخرى وتجبرها على الاندماج"، وهي خلاصة ما يشغل نزير علي في مشاريعه المتعدّدة.
لا يقتصر البرنامج على الكاريكاتير بل يقدّم فنوناً بصرية أخرى، منها عرض "سلسلة الضعفاء" للفنان عبد الله العمري، و"الفنان العربي المتكامل" للفنانة سيرين فتوح الذي يستقرئ النظرة النمطية حول العرب في الغرب، و"لا مكان هو الوطن" للفنان مناف حلبوني من سورية. كما تُعرض مسرحية "أنا أفعل" لـ المخرج العراقي البلجيكي حيدر التميمي، و"من دموع عوننا" لمجموعة "كهربا" اللبنانية.
من الرسامين المشاركين؛ جوان زيرو، وحازم حموي، وحميد سليمان، وحسام السعدي، ومرهف يوسف وسعد حاجو من سورية، وخالد البيه من السودان، وعماد حجاج من الأردن، والفلسطيني السوري هاني عبّاس، وعمر صديق ومحمد صبرة من مصر، وسارة قائد من البحرين، ورول دانون من بلجيكا.
يرى خالد البيه في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "الكاريكاتير لا يزال يحافظ على مكانته كفن قادر يطرح أسئلة من غير أن يحدّد فئته الاجتماعية المستهدفة، إذ يجذب بروفيسوراً أو طفلاً على السواء، وينشئ حواراً مع كليهما، وهو بذلك يشكّل امتداداً للنقوش والأيقونات التي عبّرت عن رموز وشخضيات منذ آلاف السنين".
ويلفت البيه الذي يقدّم ورقة في يوم الافتتاح حول واقع الكاريكاتير وتجربته الشخصية، إلى أن النقاش والتفاعل بين الفنانين أنفسهم وبينهم وبين الجمهور يعتبر ميزة أساسية للمهرجان.