تميز آخر أسابيع التداول في أسواق المال قبل عطلة الميلاد بارتفاع النفط وانتعاش الذهب الذي اقترب من ذروة 3 أسابيع وسط رهانات على خفض أسعار الفائدة.
فقد ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، إلى أعلى مستوياتها في نحو 3 أسابيع مع تنامي الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة في بداية العام مما دفع الدولار وعوائد السندات للانخفاض قبل صدور بيانات التضخم الأميركية المرتقبة.
وبحلول الساعة 05:13 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2048.99 دولارا بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته منذ 4 ديسمبر/كانون الأول. وصعد الذهب 1.5% حتى الآن هذا الأسبوع. وزادت العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 2060.5 دولارا.
وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، انخفضت الفضة 0.1% إلى 24.38 دولارا، والبلاتين 0.1% إلى 962.28 دولارا، والبلاديوم 0.6% إلى 1206.12 دولارات، فيما تتجه المعادن الثلاثة لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
النفط يواصل مكاسبه الأسبوعية مرتفعاً 1%
وفي أسواق البترول، ارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 1% اليوم، مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، على الرغم من أن قرار أنغولا الانسحاب من أوبك أثار تساؤلات بشأن مدى كفاءة المنظمة في دعم الأسعار.
وبحلول الساعة 04:09 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 86 سنتا، أو 1.1%، إلى 80.25 دولارا. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 81 سنتا، أو 1.1% إلى 74.7 دولارا.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من 4% للأسبوع الثاني على التوالي إذ أدى القلق بشأن الشحن في البحر الأحمر إلى ارتفاع الأسعار.
ويتجنب المزيد من شركات النقل البحري البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على سفن دعما للفلسطينيين، مما تسبب في اضطرابات التجارة العالمية عبر قناة السويس التي تمر بها حوالي 12% من حركة التجارة العالمية.
وقالت شركتا هاباغ لويد الألمانية وأورينت أوفرسيز كونتينر لاين ومقرها هونغ كونغ إنهما ستتجنبان البحر الأحمر عن طريق تغيير مسار السفن أو تعليق الإبحار، لتصبحا أحدث شركتين تعلنان ذلك.
وأطلقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، لكن الحوثيين حذروا من مواصلة الهجمات.
ويقول المحللون إن تأثير ذلك على إمدادات النفط محدود حتى الآن إذ يجري تصدير الجزء الأكبر من خام الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز. لكن وزير النفط الأنغولي ديامانتينو أزفيدو قال أمس الخميس، إن بلاده ستنسحب من "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) لأن عضويتها لا تخدم مصالحها، وهو قرار كبح مكاسب النفط.
أسواق المال في أوروبا
وفي بورصات الأسهم، تراجعت المؤشرات الأوروبية اليوم، تحت وطأة هبوط أسهم شركات التكنولوجيا والملابس الرياضية في وقت يقيم فيه المستثمرون أثر تعطل محتمل في التجارة العالمية بسبب هجمات في البحر الأحمر ويترقبون صدور بيانات أساسية للتضخم في الولايات المتحدة قد تعزز رهانات خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
وتراجع المؤشر ستوكس600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش وهو في طريقه لتسجيل أضعف أداء أسبوعي في 6 أسابيع.
ويتحول التركيز الأكبر قبل عطلة عيد الميلاد على قراءة مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة وهي المقياس المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي للتضخم وهي بيانات من المقرر أن تصدر في وقت لاحق اليوم.
صعود أسهم اليابان للأسبوع الثاني على التوالي
إلى ذلك، ارتفع في طوكيو المؤشر نيكاي الياباني للأسبوع الثاني بفضل صعود وول ستريت الليلة الماضية بعد أن قدمت بيانات أميركية مزيدا من الأدلة على الهبوط السلس لأكبر اقتصاد في العالم.
وصعد نيكاي 0.09% إلى 33169.05 نقطة عند الإغلاق اليوم، ليرتفع 0.6% خلال الأسبوع. وقفز المؤشر 0.71% في وقت سابق من اليوم مع ارتفاع أسهم شركات الرقائق التي اقتفت أثر نظيراتها الأميركية لكن سرعان ما تلاشت هذه المكاسب.
كما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.45%، في وقت أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في اليابان ارتفع بأبطأ وتيرة له منذ أكثر من عام في علامة على تخفيف ضغوط زيادة التكاليف.
الدولار يعزز موقفه مترقباً صدور بيانات التضخم
وفي سوق العملات، استقر الدولار فوق أدنى مستوى في أكثر من 4 أشهر اليوم، مع ترقب صدور بيانات أساسية للتضخم في الولايات المتحدة.
ولامس الدولار أدنى مستوى في 5 أشهر مقابل الدولار النيوزيلندي وأدنى مستوى في 3 أسابيع مقابل اليورو في التعاملات الآسيوية المبكرة قبل أن يتحول للارتفاع في وقت لاحق من الجلسة.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية 0.08% إلى 101.86 مبتعدا أكثر قليلا عن أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 101.72 الذي سجله في وقت سابق من الجلسة.
لكن مؤشر الدولار لا يزال في طريقه لتسجيل خسائر أسبوعية بنحو 0.73% بما يعني أنه سيواصل خسائر مُني بها الأسبوع الماضي وبلغت 1.3% بعد أن ترك المركزي الأميركي الباب مفتوحا أمام خفض أسعار الفائدة العام المقبل في آخر اجتماع للسياسة النقدية للعام الجاري.
واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.26875 دولار وفي طريقه لتسجيل مكاسب أسبوعية بسيطة بضغط من بيانات التضخم في بريطانيا التي جاءت أقل كثيرا من التوقعات.
(رويترز، العربي الجديد)