لم يخلُ برنامج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للولايات المتحدة، اليوم الأحد، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من الاقتصاد، بل إن منسقي الزيارة اغتنموا وقت الرئيس لتعزيز العلاقات وزيادة حجم التبادل التجاري.
ويقول المحلل التركي سمير صالحة، إن أردوغان سيغتنم الزيارة من 19 إلى 22 سبتمبر/ أيلول الجاري على مجالات عدة، ولكن سيكون للاقتصاد، برأي صالحة، أولوية من خلال التحفيز على الاستثمار بتركيا، وقد أعد مجلس الأعمال المشترك الأرضية لذلك من خلال مؤتمر "الاستثمار11".
وسيوضح أردوغان للجالية الإسلامية والتركية في نيويورك النقلة النوعية التي حققها الاقتصاد التركي، وكيف بلغ أكبر نسبة نمو في العالم هذا العام، بعد أن وقفت الحكومة التركية، خلال جائحة كورونا، إلى جانب الصناعيين والحرفيين والتجار، وقدمت دعماً بأكثر من 5 مليارات ليرة (نحو 600 مليون دولار).
وعمّا يقال عن وصول حجم التبادل التجاري بين أنقرة وواشنطن إلى 100 مليار دولار، يضيف المحلل التركي لـ"العربي الجديد"، أنّ "البلدين يحرصان على عدم التفريط بالعلاقات الاستراتيجية والتاريخية، رغم ما شابها خلال السنوات الأخيرة من توترات، جراء ملفات عالقة، منها صفقة الأسلحة التركية الروسية "إس 400" والتنظيمات الإرهابية ومنظمة فتح الله غولن"، لكن الاقتصاد، بقرار مشترك، بقيَ بمنأى عن التداعيات والتوترات السياسية، والآمال اليوم زيادة الاستثمارات الأميركية المباشرة في تركيا، التي تبلغ 13 مليار دولار، والتركية بالولايات المتحدة التي تزيد على 7.2 مليارات دولار".
ولا يتجاوز حجم التبادل، بحسب المحلل التركي، 26 مليار دولار اليوم، لكن تركيا تقدم ميزات خاصة للاستثمارات الأميركية، سواء كانت برأسمال مشترك، أو تعتمد على التكنولوجيا، وذلك بإلغاء كامل للضرائب، ومنح المستثمرين أراضي في مناطق جنوب شرق تركيا، التي تستهدفها أنقرة كمناطق تنموية.
رقم قياسي
وبالتوازي مع زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدى اليوم، كشف وزير النقل والبنية التحتية التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو، عن اتفاق بين شركتي "توركسات" التركية للاتصالات، و"سبيس إكس" لتقنيات الفضاء الأميركية (خاصة)، للتعاون بإطلاق أول قمر صناعي وطني للاتصالات في تركيا إلى الفضاء.
وذكر قره إسماعيل أوغلو، خلال بيان أمس، أنّ من المقرر الانتهاء من عملية إنتاج واختبار القمر الصناعي الوطني للاتصالات "توركسات 6A" أواخر 2022، على أن يُطلَق في الربع الأول من عام 2023.
وأوضح الوزير التركي أنه يجري تجميع وتكامل واختبارات القمر الصناعي في مركز تكامل واختبار أنظمة الفضاء، لافتاً إلى أن المشروع سيمكّن تركيا من أن تكون من بين الدول العشر القادرة على إنتاج أقمار صناعية للاتصالات.