أزمة أوكرانيا تُفقد الليرة التركية 5%... صعود النفط وهبوط الذهب والأسهم باستثناء "وول ستريت"
الأزمة الأوكرانية ترخي بظلالها على أسواق المال، حيث تراجعت الليرة التركية، يوم الخميس، بأكثر من 5% مع إقبال استثماري على الملاذات الآمنة بعد الغزو الروسي، فيما أقفل النفط مرتفعا وتراجعت أونصة الذهب واتجهت مؤشرات الأسهم إلى الهبوط باستثناء "وول ستريت" التي ارتفعت بقوة عند التسوية يوم الخميس.
وانخفضت الليرة إلى 14.62 مقابل الدولار وهو أقل مستوياتها منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وسط أزمة عملة شاملة. لكنها عوضت بعض خسائرها في وقت لاحق وسجلت 14.23 بحلول الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش.
واستقرت الليرة على مدى الشهرين الماضيين بفعل خطة لحماية ودائع الليرة من مخاطر انخفاض قيمة العملة وتدخلات باهظة الثمن من البنك المركزي في سوق العملة.
في غضون ذلك، قالت وزارة الزراعة، اليوم الخميس، إن تركيا لا تتوقع نقصا في المعروض من الحبوب بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهما بلدان تأتي منهما كمية كبيرة من واردات البلاد من الحبوب.
وتشكل روسيا وأوكرانيا معا حوالي 29% من صادرات القمح العالمية و80% من صادرات زيت دوار الشمس و19% من صادرات الذرة العالمية. وقفز سعر القمح إلى أعلى مستوى في 9 سنوات ونصف، اليوم، في حين وصلت الذرة إلى ذروة 8 أشهر.
النفط والذهب
هذا، وسجلت عقود نفط خام برنت عند التسوية 99.08 دولارا للبرميل، مرتفعة 2.24 دولار أو 2.31%، وسجلت العقود الآجلة للنفط الأميركي 92.81 دولارا، مرتفعة 71 سنتا أو 0.77%، وفقا لبيانات رويترز.
وقالت أربعة مصادر تجارية إن 3 على الأقل من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي لم يتمكنوا من فتح خطابات ائتمان من بنوك غربية لتغطية المشتريات اليوم، مشيرين إلى حالة عدم اليقين في السوق بعد الغزو الروسي.
وتنتج روسيا واحدا من بين كل 10 براميل من الخام في العالم، وقفزت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل اليوم، وهو أعلى مستوى لها منذ 2014، بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات.
ومن ناحية أخرى، تضاعفت أسعار الشحن للتحميل في الموانئ الروسية والتفريغ في شمال أوروبا إلى 3 أمثال في يوم واحد لتصل إلى حوالي 2.3 مليون دولار للسفينة، بينما يرفض كثيرون من مالكي السفن الآن الذهاب إلى الموانئ الروسية.
وارتدت المعادن النفيسة عن مكاسبها وتحولت للهبوط عند الإغلاق، حيث انخفض سعر أونصة الذهب 1% إلى 1888 دولارا.
بورصات الخليج
وهوت أسواق الأسهم في الخليج، اليوم الخميس، وهبط مؤشر البورصة السعودية 1.8% بعد نزوله 2.5% في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت 8 أسهم فقط من 211 سهما مدرجا في البورصة.
وخارج منطقة الخليج قاد مؤشر الأسهم القيادية بالبورصة المصرية الخسائر وتراجع 3.6%، في أكبر انخفاض منذ مارس/ آذار 2020.
وأغلق مؤشر بورصة دبي منخفضا 1.8% ليسجل أكبر هبوط ليوم واحد في شهر. وكان المؤشر قد هبط حوالي 3.7% في وقت سابق من الجلسة. وانخفض سهم إعمار العقارية القيادي 3.4%، في حين نزل سهم بنك دبي الإسلامي 2.2%. ونزل مؤشر بورصة أبوظبي 0.3%، في حين أغلق مؤشر الأسهم القطرية منخفضا 0.8%.
وتراجع مؤشر بورصة قطر 0.9% إلى 12639 نقطة، والبحرين 1% إلى 1944 نقطة، وعُمان 0.2% إلى 4037 نقطة، فيما أغلق مؤشر الكويت مستقرا.
الأسهم الأوروبية الأدنى في 9 أشهر
وهوت سوق الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في 9 أشهر، اليوم الخميس، وجاءت أسهم البنوك وشركات صناعة السيارات في مقدمة الخاسرين بعدما أطلقت روسيا غزوا شاملا لأوكرانيا.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول منخفضا 3.3% إلى أدنى مستوى له منذ مايو/ أيار 2021، مسجلا حركة تصحيحية، أو هبوطا بنسبة 10% من مستوى إغلاقه القياسي المرتفع الذي سجله في يناير/كانون الثاني.
وهوت أسهم البنوك الأوروبية الأكثر انكشافا على روسيا ما بين 12.2% و23%، في حين أغلق مؤشر القطاع المصرفي منخفضا 8.2% في أسوا يوم له منذ موجة المبيعات التي أثارتها الجائحة في مارس/آذار 2020.
ومن بين المؤشرات الإقليمية الرئيسية، أغلق كل من المؤشر كاك 40 الفرنسي والمؤشر داكس الألماني والمؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني على انخفاض بنسبة 4% مع تخوف المستثمرين من التأثير المحتمل لعقوبات غربية شديدة على روسيا.
وتراجع مؤشر أسهم شركات النفط والغاز الأوروبية 0.3% مسجلا أقل خسارة بين القطاعات. وما زال القطاع هو الأفضل أداء بين المؤشرات الأوروبية هذا العام مع تسجيله مكاسب بنسبة 7.6%.
ارتفاع حاد للأسهم الأميركية عند إغلاق الخميس
وفي "وول ستريت"، أغلق المؤشران ناسداك وستاندرد أند بورز 500 في بورصة وول ستريت على ارتفاع حاد، الخميس، مع ارتدادهما عن موجة مبيعات في بداية الجلسة بعدما كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن عقوبات جديدة قاسية على روسيا في أعقاب بدء موسكو غزو شامل لأوكرانيا. وأنهى المؤشر داو جونز أيضا الجلسة مرتفعا.
وبحسب بيانات أولية، أغلق المؤشر ستاندرد أند بورز 500 القياسي مرتفعا 62.62 نقطة، أو 1.5%، إلى 4288.12 نقطة، في حين أنهى المؤشر ناسداك المجمع جلسة التداول مرتفعا 435.97 نقطة، أو 3.27%، إلى 13464.29 نقطة، وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 86.95 نقطة، أو 0.26%، ليغلق عند 33218.71 نقطة، وفقا لوكالة "رويترز".