وافقت الحكومة الألمانية على تأميم شركة يونيبر، أكبر شركة مستوردة للغاز الطبيعي في البلاد، في مزيد من تدخل الدولة في هذه الصناعة لمنع نقص الطاقة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
يأتي الاتفاق مع "يونيبر" بناء على حزمة إنقاذ اتفق عليها في يوليو/ تموز، وتتضمن زيادة في رأس المال بقيمة 8 مليارات يورو بتمويل حكومي.
ويقضي الاتفاق باستحواذ الحكومة على حصة أغلبية في الشركة، التي كانت حتى الآن تحت سيطرة "فورتم" ومقرها فنلندا، والتي تمتلك الحكومة الفنلندية حصة الأغلبية فيها.
وزادت خسائر "يونيبر" بعد قطع روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عن الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا. وارتفعت أسعار وقود تدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وغيرها، مثيرة مخاوف من إغلاق شركات وركود الاقتصاد مع قدوم الشتاء.
وسارعت دول أوروبا إلى مواجهة ارتفاع الأسعار، مانحة الأولوية لتأمين إمداداتها من الطاقة لفصل الشتاء المقبل قريباً، وذلك عن طريق العمل على ضمان وجود مخزون غاز طبيعي لديها.
والأسبوع الماضي، اتخذت ألمانيا خطوات للسيطرة على ثلاث مصافي نفط مملوكة لروسيا قبل دخول حظر على النفط الروسي حيز التنفيذ، العام المقبل.
ولا تزال البلاد تعاني ارتفاعات متتالية في أسعار الطاقة، بفعل تراجع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، واستمرار سعي الحكومة في البحث عن موردين آخرين.
وتهدف ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى توفير بديل لجميع واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024، وهو جهد خارق لبلد يعتمد بشكل أساسي على الغاز الطبيعي في صناعاته.
وأعلنت الحكومة الألمانية عن رصد مليارين و500 مليون يورو إضافية لتأمين مشتريات الغاز الطبيعي المسال، وذلك في إطار مساعيها للحد من الاعتماد على واردات الطاقة الروسية.
ورصدت ألمانيا حوالي 15 مليار يورو، على شكل خطوط ائتمان يتم صرفها على دفعات، لتمويل مشتريات الغاز الطبيعي المسال، وتم بالفعل صرف الدفعة الأولى من هذه الأموال بقيمة مليار و500 مليون يورو.
جولة خليجية
ويبدأ المستشار الألماني أولاف شولتز، زيارة إلى الشرق الأوسط نهاية الأسبوع الجاري، لبحث إمدادات الغاز وتوقيع عقود توريد جديدة من دول الإمارات والسعودية وقطر.
وأشار نائب المستشار ووزير الاقتصاد روبرت هابيك، الإثنين، إلى أنه من المتوقع أن يوقّع المستشار خلال زيارته الإمارات عقوداً لتوفير الغاز الطبيعي المسال.
وسبق أن زار وزير الاقتصاد الألماني، في مارس/آذار، قطر والإمارات، بحثاً عن بدائل للغاز الروسي الذي كان يشكل 55% من واردات الغاز في ألمانيا قبل الحرب في أوكرانيا.
واعلنت شركتا "يونيبر" و"آر دبليو إي" الألمانيتان عن تكثيف المحادثات مع قطر للتوقيع على صفقات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.
وحذّر البنك المركزي الألماني، الإثنين، من أنّ وضع الإمدادات بعد توقف الواردات من روسيا "سيكون صعباً للغاية في الأشهر المقبلة" مشيراً إلى احتمال تسجيل انكماش في أكبر اقتصاد أوروبي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)