- الضغوط الأميركية تأتي ضمن جهود واسعة لتقليص العلاقات مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، مع إشارة إلى الأمر التنفيذي من الرئيس بايدن الذي يسمح بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المتعاملة مع روسيا.
- بنك رايفايزن وغيره من البنوك الغربية يتردد في قطع العلاقات مع روسيا بالكامل، رغم الضغوط الدولية، مما يعرضه لضغوط متزايدة قد تؤثر على قدرته على الوصول إلى الدولار واستقراره المالي.
حذرت وزارة الخزانة الأميركية، بنك رايفايزن الدولي من إمكانية تقييد وصوله إلى النظام المالي الأميركي بسبب تعاملاته مع روسيا، وفقًا لشخص اطلع على المراسلات، وذلك وفق ما ذكرت رويترز في تقرير اليوم الأربعاء. وبنك رايفايزن الدولي، هو مصرف نمساوي ولكن له فرع كبير في الهند واستخدمته نيودلهي في صفقات النفط مع روسيا.
وحسب التقرير، أرسل نائب وزير الخزانة الأميركي، والي أدييمو، خطابًا للبنك النمساوي، يعرب فيه عن قلقه بشأن وجود البنك في روسيا، بالإضافة إلى تنفيذ صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار مع رجل أعمال روسي خاضع للعقوبات، وقد قام البنك بإلغائها لاحقاً، وفقًا للشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه. وطلب المصدر عدم الكشف عن هويته لأن الأمر خاص.
وبينما تخلى مصرف رايفايزن عن الصفقة المرتبطة بأوليج ديريباسكا بعد أيام من وصول الرسالة، قال المصدر، إن مخاوف وزارة الخزانة الأميركية بشأن أعمال البنك النمساوي في روسيا لا تزال قائمة.
ويعد هذا التحذير هو الأقوى حتى الآن لأكبر بنك غربي في روسيا، ويأتي بعد أشهر من الضغط من واشنطن، التي كانت تبحث في أعمال البنك في روسيا منذ أكثر من عام. ويسلط هذا التحذير الضوء على الإحباط العميق في الدوائر الأميركية تجاه البنك على الرغم من قراره الأخير بالتخلي عن الصفقة التي أدت إلى تفاقم تلك التوترات.
وتقول رويترز، في حين أن العديد من الحكومات والشركات الغربية خفضت بشكل جذري علاقاتها مع موسكو منذ غزوها أوكرانيا قبل أكثر من عامين، إلا أن النمسا ظلت مرتبطة بروسيا من خلال خطوط أنابيب الغاز الحيوية، حيث لا تزال فيينا بمثابة مركز للأموال من روسيا وجيرانها السوفييت السابقين.
وذكرت رويترز في مارس/آذار عن معارضة أميركية قوية لصفقة ديريباسكا، التي وصفها رايفايزن بأنها وسيلة للإفراج عن بعض أمواله العالقة في روسيا. وانخفضت أسهم رايفايزن 3% مع افتتاح التداول، اليوم الثلاثاء، مما جعله الخاسر الأكبر بين البنوك الأوروبية.
وقال متحدث باسم رايفايزن، إن البنك انسحب من الصفقة موضوع التوتر، ولم يدخل في أي من هذه المعاملات مع روسيا. وتعد الولايات المتحدة أقوى جهة تنظيمية في العالم، ويرجع مصدر قوتها أساساً إلى قدرتها على قطع قدرة البنوك العالمية على الوصول إلى الدولار، وهو حجر الزاوية في التمويل الدولي. ومن المرجح أن يؤدي فقدان القدرة على الوصول إلى الدولار إلى إغراق أي بنك في أزمة.
وفي الرسالة، أشار أدييمو أيضًا إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن والذي يسمح بفرض عقوبات ثانوية أميركية على المؤسسات المالية الأجنبية التي تجري معاملات مهمة تتعلق بالقاعدة الصناعية العسكرية الروسية.
وحسب رويترز، يؤدي هذا التحذير إلى زيادة الضغوط على بنك رايفايزن، وهو جسر مالي مهم للأفراد والشركات الروسية إلى الغرب، مما يتيح لهم الوصول إلى اليورو والدولار.
وكان بنك الاحتياطي الهندي قد تعهد بفصل أعماله الروسية، التي توفر شريان الحياة للمدفوعات لمئات الشركات في روسيا، بعد تعرضه لضغوط من المنظمين الدوليين. لكن بعد عامين من الحرب، لم يتغير الكثير، وفق رويترز.
وأشار متحدث باسم وزارة المالية النمساوية إلى تعهد البنك بوقف توحيد أعماله في روسيا، وقال إنه يفترض احترام جميع العقوبات.
وقال أحد المصادر لرويترز، إن السلطات الروسية أوضحت لبنك الاحتياطي الهندي، الذي لديه نحو 2600 عميل من الشركات وأربعة ملايين من أصحاب الحسابات المحلية و10 آلاف موظف، أنها ترغب في بقائه لأنه يتيح المدفوعات الدولية.
وعلى الرغم من أن بنك يونيكريديت الإيطالي لديه أيضاً أعمال في روسيا وهو متردد بالمثل في المغادرة، إلا أن بنك الاحتياطي الهندي أكبر بكثير وأصبح اختباراً لعزم الغرب على إنهاء العلاقات مع روسيا.