استمع إلى الملخص
- تتزامن القمة مع مؤتمر "كوب 29" للمناخ، حيث يُطلب من زعماء مجموعة العشرين دعم التمويل المناخي، مع التركيز على التنمية المستدامة والطاقة المتجددة، دون الدعوة للتخلي عن الطاقات الأحفورية.
- البرازيل تطلق "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر" وتسعى لفرض ضرائب على الأثرياء، مع تسليم رئاسة المجموعة لجنوب أفريقيا في ختام القمة.
يلتقي قادة القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، الاثنين، في ريو دي جانيرو، لعقد قمة مجموعة العشرين والتي تهيمن عليها الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وسط ترقب حيال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ومخاوف الحروب التجارية. وسيشكل اجتماع قادة الدول العشرين المقرر عقده في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو، اختبارا للرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيفا المروج لمفهوم "الجنوب الشامل" والحليف المفضل لدول الغرب.
كما تطرح القمة اختبارا أكبر للنهج التعددي، في وقت تنذر عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني بانعطافة جديدة نحو الانعزالية، مع مخاطر نشوب حروب تجارية اعتبارا من العام المقبل. وسيمثل الولايات المتحدة في القمة جو بايدن الذي يقترب من نهاية ولايته. وقبل وصوله إلى ريو، سيتوقف، الأحد، في منطقة الأمازون البرازيلية، حيث سيدافع عن قضية المناخ.
ومجموعة العشرين منتدى حكومي دولي يهتم في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية، ويضم أكبر عشرين اقتصادا على مستوى العالم، وفي عضويته 19 دولة والاتحاد الأوروبي. والدول الأعضاء هي: تركيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
الطاقات الأحفورية
وتتزامن قمة مجموعة العشرين مع مؤتمر الأطراف بشأن المناخ "كوب 29" في باكو بأذربيجان، في ختام سنة شهد العالم خلالها أزمات مناخية، كانت أشدها في البرازيل مع فيضانات وجفاف وحرائق غابات. وطالب سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، اليوم السبت، زعماء أكبر اقتصادات العالم بإرسال إشارة على دعم جهود التمويل المناخي العالمية، عندما يجتمعون في ريو دي جانيرو خلال الأيام المقبلة.
وجاءت هذه المناشدة في رسالة من ستيل إلى زعماء مجموعة العشرين، في الوقت الذي يسعى فيه المفاوضون جاهدين خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) في باكو للتوصل إلى اتفاق يزيد التمويل المخصص لمعالجة التداعيات المتزايدة للاحتباس الحراري. وقال ستيل في الرسالة إنه يجب على قمة مجموعة العشرين "أن ترسل إشارات عالمية شديدة الوضوح"، تدعم زيادة المنح والقروض إلى جانب تخفيف أعباء الديون، حتى لا تصبح البلدان المعرّضة لمخاطر تغير المناخ "مقيدة بتكاليف خدمة الديون التي تجعل اتخاذ إجراءات مناخية أكثر جرأة شبه مستحيل".
ومع وصول مؤتمر كوب 29، الذي ينعقد على مدى أسبوعين، إلى منتصفه، لم يحرز المفاوضون سوى تقدم بطيء. وستختتم القمة بجلسة موسعة الثلاثاء تخصص لموضوع "التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة".
كانت مجموعة العشرين أيدت، خلال قمتها الأخيرة العام الماضي في الهند، زيادة مصادر الطاقة المتجددة بثلاث مرات بحلول 2030، لكن بدون الدعوة إلى التخلي عن الطاقات الأحفورية. والغائب الأكبر عن الاجتماع سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي غاب كذلك عن القمم الأخيرة للمجموعة.
وأعلن بوتين الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية، أنه لن يتوجه إلى ريو دي جانيرو، حرصا منه على عدم "بلبلة" المناقشات. وسيتولى وزير خارجيته سيرغي لافروف تمثيله. في المقابل، سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سيقوم بعد القمة بزيارة دولة لبرازيليا.
والصين هي الشريك التجاري الأول للبرازيل، وسعى البلدان معا للقيام بدور وساطة في النزاع في أوكرانيا، بدون أن ينجحا في ذلك. وسيكون الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، ماثلة في أذهان الجميع في ريو دي جانيرو. وأوضح ماوريسيو ليريو، كبير مسؤولي وزارة الخارجية البرازيلية، لمجموعة العشرين "إننا نجري مفاوضات مع جميع الدول بشأن الفقرات المتعلقة بالشق الجيوسياسي في البيان الختامي... من أجل أن نتوصل إلى خطاب توافقي" حول هذه النزاعات.
إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر في قمة مجموعة العشرين
من جانبها، أوضحت فلافيا لوس، خبيرة العلاقات الدولية في معهد علوم الاجتماع والسياسة في ساو باولو، لوكالة فرانس برس، أن هذه النزاعات "ستخيِّم" على القمة. لكنها لن تمنع البرازيل من "تحقيق إجماع" حول أولويات رئاستها لمجموعة العشرين، وفي طليعتها مكافحة الفقر وفرض ضرائب على "كبار الأثرياء".
وأعلن لولا الذي يترأس أكبر قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية في مايو/أيار الماضي، أن "هناك من يصرون على تقسيم العالم بين أصدقاء وأعداء، لكن الأكثر فقرا لا يكترثون لانقسامات تبسيطية". وفي هذا السياق، ستشهد الجلسة العامة الأولى للقمة، الاثنين، الإطلاق الرسمي لـ"التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، وفق مبادرة كبرى أطلقها لولا، العامل السابق المولود في عائلة فقيرة.
وسيجمع هذا التحالف دولا من جميع أنحاء العالم ومؤسسات دولية، تعمل على تعبئة وسائل مالية لمكافحة الجوع، واستنساخ مبادرات محلية تحقق نتائج. وفي ما يتعلق بفرض ضرائب على أصحاب المليارات، كانت دول مجموعة العشرين تعهدت في ختام اجتماع مسؤوليها الماليين في نهاية تموز/يوليو في ريو بـ"التعاون من أجل فرض ضرائب على الأكثر ثراء". غير أنه من غير المؤكد أن يتبنى القادة هذا الالتزام وبالشروط التي نص عليها. وفي ختام القمة، تسلم البرازيل رئاسة المجموعة إلى جنوب أفريقيا.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)