أميركا نحو أكبر إضراب في قطاع الرعاية الصحية

يخطط أكثر من 75 ألف موظف في قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، للإضراب في الفترة من 4 حتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إذا لم يتم التوصل إلى صفقة بشأن تمديد عقود عملهم مع شركة "كايزر بيرماننت"، حيث يطالب الموظفون بتحسين الأجور.

وسيكون الإضراب هو الأكبر في قطاع الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل، وسيكون أيضاً أول إضراب وطني على الإطلاق في "كايزر بيرماننت"، التي تعد واحدة من أكبر مقدمي الخدمات الصحية في البلاد.

ويدفع المرضى مقابل العضوية ويتمكنون من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المقدمة من الشركة، حيث يبلغ عدد أعضائها 12.7 مليون عضو، وتدير 39 مستشفى و622 مكتباً طبياً، وفقاً لموقعها الرسمي على الإنترنت.

ويطالب تحالف نقابات "كايزر بيرماننت" بزيادات شاملة للأجور، وتحديثات للمزايا الطبية للموظفين المتقاعدين. ويقول الموظفون النقابيون إن رواتبهم لم تواكب ارتفاع تكاليف المعيشة في المناطق التي يعملون فيها.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن ائتلاف من النقابات التي تمثل موظفي "كايزر بيرماننت"، أخطر الشركة سابقاً بأن إضراباً لمدة ثلاثة أيام سيبدأ، الأربعاء المقبل، في كاليفورنيا وأوريغون وكولورادو وفيرجينيا وولاية واشنطن ومقاطعة كولومبيا.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

"بلومبيرغ": الركود الأميركي يقترب رغم تجنب الإغلاق الحكومي

وأضافت الصحيفة أن الإضراب يبدو محتملاً بشكل متزايد، حيث انتهى عقد عمل الموظفين، يوم السبت الماضي، مما مهد الطريق لأكبر إضراب في مجال الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة. وتتهم النقابة الشركة بالمساومة بسوء نية، فيما تحث الشركة الموظفين على عدم المشاركة في أي إضراب من شأنه أن يهدد جودة الخدمات المقدمة للمرضى.

وتأتي أزمة الموظفين في قطاع الرعاية الصحية في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حراكاً عمالياً متصاعداً في قطاع السيارات العملاق، في حين انتهى مؤخراً إضراب كتاب هوليوود الذي استمر خمسة أشهر. وتتصاعد الإضرابات منذ يوليو/تموز الماضي، حيث يسعى العمال إلى زيادة الأجور لمواكبة التضخم.

يقول عدد قليل من العمال الذين تحدثوا إلى "واشنطن بوست" إن "كايزر بيرماننت" كانت تاريخياً صاحب عمل يتمتع بمعايير ذهبية في صناعة الرعاية الصحية، لكنهم يشيرون إلى أنها تعاني من مشاكل متفاقمة بدأت منذ ظهور جائحة فيروس كورونا.

ويشكو هؤلاء من عدم قدرتهم على خدمة المرضى بشكل فعال لأن هناك عدد قليل جداً الذين يمكنهم التعامل مع عبء العمل المرهق. وقال هنري بيريز، مساعد وحدة العناية المركزة في موديستو بكاليفورنيا: "لا يوجد سبب يجعلنا نقوم بعمل شخصين أو ثلاثة أشخاص. لقد عانت رعاية المرضى بشكل كبير، ويبدو أننا ما زلنا في ظل جائحة”.

وطلبت النقابات من الشركة توظيف ما لا يقل عن 10 آلاف موظف بحلول نهاية عام 2023، وأعربت عن غضبها من اقتراح الشركة الذي يعرض زيادات سنوية في الأجور تتراوح بين 2% و4%، قائلين إنها لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة. في حين قالت الشركة في بيان لها مطلع الأسبوع إن الشركة والنقابة "يواصلان إحراز تقدم في القضايا الرئيسية".