تتجه مفوضية المجموعة الأوروبية في بروكسل لإجراء تحقيق حول الدعم المالي الذي تمنحه الحكومة الصينية لصناعة السيارات الكهربائية.
وبحسب المفوضية فإن هذا الدعم بات "يشوه" سوق الاتحاد الأوروبي، وهو تحقيق يمكن أن يشكل واحدة من أكبر القضايا التجارية التي تم إطلاقها نظراً لحجم السوق، حسب تقرير نشر اليوم الأربعاء بصحيفة " فايننشيال تايمز" البريطانية.
واعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، عن التحقيق في خطابها السنوي أمام المشرعين الأوروبيين اليوم الأربعاء.
وقالت: "الأسواق العالمية الآن مغمورة بالسيارات الكهربائية الصينية الأرخص ثمناً".
وأضافت، "كما أننا لا نقبل هذا في أوروبا، فإننا لا نقبله من الخارج. لذلك يمكنني أن أعلن اليوم أن المفوضية ستطلق تحقيقًا لمكافحة دعم السيارات الكهربائية القادمة من الصين".
المفوضية الأوروبية ستطلق تحقيقًا لمكافحة دعم السيارات الكهربائية القادمة من الصين
وتم التخطيط للتحقيق منذ أشهر، وقد نقلت فون ديرلاين مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن ممارسات تجارة السيارات الكهربائية في الصين إلى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في اجتماع ثنائي على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي نهاية الأسبوع الماضي، وفقًا لشخص، اطلع على المناقشة، حسب ما ذكر تقرير" فايننشيال تايمز".
وتعرضت أسهم شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية اليوم الأربعاء إلى عمليات بيع واسعة في البورصات العالمية، بسبب احتمال إجراء مزيد من التدقيق التنظيمي عليها في بروكسل، حيث أغلق سهم شركة BYD المدعومة من وارن بافيت منخفضاً بنسبة 2.8 في المائة، وانخفض سهم شركة Xpeng المنافسة بنسبة 2.5 في المائة تقريباً. كما انخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الكهربائية الأخرى بعد الإعلان.
وفي ذات الصدد، طالبت بعض الدول الأعضاء في الكتلة الأوروبية باتخاذ إجراءات ضد شركات صناعة السيارات الصينية في أوروبا، خاصة فرنسا، التي تشعر بالقلق من مخاطر السيارات الصينية على مستقبل شركات صناعة السيارات المحلية الكبرى، التي ربما تفقد حصتها السوقية في المستقبل بسبب تمدد الشركات الصينية.
وحسب التقرير، يمكن أن يشكل التحقيق واحدة من أكبر القضايا التجارية التي تم إطلاقها، في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي منع تكرار ما حدث لصناعة الطاقة الشمسية في أوائل العام 2010 عندما دخلت شركات تصنيع الخلايا الكهروضوئية الأوروبية، التي تضررت بسبب الواردات الصينية الرخيصة وتسببت في إفلاس بعض الشركات الأوروبية.
وإذا ثبت انتهاك شركات السيارات الكهربائية الصينية لقواعد التجارة الحرة، فقد يتم فرض تعريفات عقابية على الشركات المصنعة.
وفي حالة صناعة الطاقة الشمسية، أطلقت بروكسل نظاماً جمركيًاً ضد واردات الخلايا الكهروضوئية الصينية في عام 2012، لكنها ألغت الضوابط لاحقًا من أجل تعزيز منشآت الطاقة المتجددة.
في هذا الصدد، قال الخبير الأوروبي، سيمون تاجليابيترا: "هذه خطوة مهمة من قبل المفوضية، مما يشير إلى الرغبة في استخدام الأدوات التجارية بشكل أكثر استباقية لحماية الصناعة الأوروبية وتجنب تكرار تجربة فشل الألواح الشمسية في الماضي".