بدأ الغاز يتدفق إلى بولندا من خط أنابيب البلطيق الجديد من النرويج عبر الدنمارك وبحر البلطيق صباح اليوم السبت، بحسب مشغل خط أنابيب الغاز البولندي غاز-سيستم. فيما توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين السبت إلى بلغاريا لتدشين خط للغاز الطبيعي بين البلاد واليونان، مؤكدة عزم الاتحاد الأوروبي على التوقف عن الاعتماد على واردات الطاقة الروسية.
ويعد خط الأنابيب بين بولندا والنرويج محور استراتيجية بولندا لتنويع إمداداتها من الغاز بعيدا عن روسيا. وبدأت في تلك الاستراتيجية قبل سنوات من غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، مما تسبب في أزمة طاقة عالمية.
وقالت متحدثة باسم غاز-سيستم لرويترز إن التدفقات بدأت في الساعة 6.10 صباحا (04:10 بتوقيت غرينتش)، وبلغ إجمالي طلبات إرسال الغاز عبر خط الأنابيب في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 62.4 مليون كيلووات في الساعة.
وتم تشغيل خط الأنابيب، الذي تبلغ طاقته السنوية عشرة مليارات متر مكعب، رسميا يوم الثلاثاء، بعد يوم من اكتشاف تسربات في خط أنابيب نورد ستريم الذي يمر عبر البحر ويربط روسيا بأوروبا. وقطعت روسيا إمدادات الغاز عن بولندا في إبريل/ نيسان عندما رفضت الدفع بالروبل.
من جهتها، قالت فون ديرلاين السبت خلال حفل تدشين خط للغاز الطبيعي بين بلغاريا واليونان، إن هذا الخط مساهمة مهمة في الحد من الفرص المتاحة لروسيا لاستخدام احتياطيات الغاز والنفط لابتزاز أو معاقبة الاتحاد الأوروبي. أضافت: "خط الأنابيب هذا يغير وضع أمن الطاقة في أوروبا. هذا المشروع يعني الحرية".
وأضافت فون ديرلاين أن المفوضية الأوروبية خصصت ما يقرب من 250 مليون يورو لتمويل المشروع. وارتفعت أهمية خط أنابيب الغاز بين اليونان وبلغاريا، الذي اكتمل في يوليو /تموز، بشكل كبير بعد أن قررت موسكو تحويل شحنات الغاز الطبيعي إلى سلاح سياسي.
في أواخر إبريل / نيسان، قطعت روسيا إمدادات الغاز عن بلغاريا بعد أن رفضت مطالبة موسكو بدفع تكاليف الشحنات بالعملة الروسية الروبل. وتراجعت العلاقات بين الحليفين السابقين بالكتلة السوفييتية في الأشهر الأخيرة، وأمرت بلغاريا الشهر الماضي بطرد 70 دبلوماسيًا روسيا، مما أثار رد فعل غاضبًا من موسكو.
قالت فون ديرلاين: "يشعر الناس في بلغاريا وفي جميع أنحاء أوروبا بعواقب الحرب الروسية. لكن بفضل مشاريع مثل هذه، سيكون لدى أوروبا ما يكفي من الغاز لفصل الشتاء. أوروبا لديها كل ما تحتاجه للتحرر من اعتمادنا على روسيا. إنها مسألة إرادة سياسية".
يمتد الخط الذي يبلغ طوله 182 كيلومترا من مدينة كوموتيني اليونانية الشمالية الشرقية، حيث يتصل بخط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي، وصولا إلى ستارا زاغورا في وسط بلغاريا. وتدعو خطط المشروع إلى سعة أولية تبلغ 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، على أن يتوسع مستقبلا إلى 5 مليارات متر مكعب.
وقالت مديرة المشروع البلغارية تيودورا غورغيفا إن خط الأنابيب سيساعد في إمداد دول أخرى في جنوب شرق أوروبا.
قالت غورغيفا: "لدينا فرصة لتوريد الغاز إلى غرب البلقان، لضمان الإمدادات لمولدوفا وأوكرانيا".
(رويترز، فرانس برس)