استمع إلى الملخص
- **تفاصيل الرحلات والإجراءات الحدودية**: الرحلات من تونس إلى عنابة ستكون أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، مع تجهيز محطات الحدود لإتمام إجراءات العبور. القطار يتسع لـ300 مسافر ويستغرق 8 ساعات لمسافة 500 كيلومتر.
- **أهمية الخط الجديد وتأثيره**: عودة القطار تشجع على زيادة التنقل بين البلدين، خاصة للعائلات، وتجنب إرهاق الطريق البري وغلاء تذاكر السفر الجوي، وتعزز مشروع القطار المغاربي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتونس وليبيا.
تطلق الشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية يوم غد الأحد أول رحلة قطار للمسافرين بين الجزائر وتونس، بعد 30 عاماً من توقيف الرحلات بين البلدين، ليصبح أول نقل بري رسمي منتظم بين البلدين الجارين، تحت شعار "قطار واحد يجمعنا".
وأعلنت الشركة إعادة تشغيل خط القطارات الرابط بينهما بعد انقطاع دام ما يقارب 30 سنة، حيث تنطلق الأحد أول رحلة تجارية من محطة برشلونة في العاصمة التونسية، باتجاه مدينة عنابة شرقي الجزائر، وستُبرمج رحلة يومية بين البلدين، في مرحلة أولى، كل أيام الأحد والثلاثاء والخميس انطلاقاً من محطة عنابة شرقي الجزائر، مروراً بكل من سوق أهراس الجزائرية، ثم مدن غار الدما وجندوبة وباجة التونسية، قبل الوصول إلى العاصمة، وتعهدت الشركة بإمكانية الرفع التدريجي لعدد الرحلات وزيادة عدد المقاعد بحسب الطلب المسجّل من طرف المسافرين.
وتقرر أن تكون الرحلات انطلاقاً من محطة تونس باتجاه عنابة الجزائرية في اليوم الموالي لكل رحلة من الجزائر، أي أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، وتم قبل فترة تجهيز آخر محطة على مستوى الحدود الجزائرية، محطة سوق أهراس، وأول محطة قطار على مستوى الحدود التونسية، محطة غار الدماء، كمراكز لإتمام إجراءات العبور وختم الجوازات والإجراءات الجمركية.
ويتكوّن القطار الذي سيضمن نقل المسافرين على هذا الخط، على مسافة 377 كيلومتراً، من عربتين من الدرجة الأولى وعربتين من الدرجة الثانية، بطاقة استيعاب تصل إلى 300 مسافر في الرحلة الواحدة، إضافة إلى عربة لضمان خدمات الإطعام أثناء الرحلة وعربة إضافية مخصصة لنقل الأمتعة.
وتوقفت رحلات قطار البلدين بداية التسعينيات مع تفجر الأزمة والأوضاع الأمنية في الجزائر، نتيجة المخاوف المرتبطة بهذه الأوضاع، ولم تفكر السلطات في إعادة تسيير القطار حتى أغسطس/ آب عام 2017، حيث تم الاتفاق على إعادة تسييره، لكن قراراً مفاجئاً صدر في الجزائر وألغى إعادة تسييره إلى وقت لاحق.
وفي السادس من يونيو/ حزيران الماضي، تمت أول رحلة تجريبية للقطار بدون مسافرين للتثبت من الخط وإصلاح كل المقاطع المتضررة بمرور الزمن. ويحتاج القطار ما يقارب الثماني ساعات ليقطع مسافة 500 كيلومتر، وحدد سعر التذكرة على الرحلة على الدرجة الأولى 1900 دينار جزائري، ما يعادل 9 يورو، وسعر تذكرة الدرجة الثانية 1640 ديناراً جزائرياً، ما يعادل أقل من 7 يورو، على أن يتم احتساب نصف الثمن بالنسبة للأطفال بين أربع و12 سنة، وإعفاء الأطفال دون الأربع سنوات.
وسيصبح القطار أول وسيلة نقل بري للمسافرين بين البلدين، إذ في الوقت الحالي لا يرتبطان بأية خطوط نقل برية رسمية وقانونية، بعد توقف تجربة قصيرة لشركة خاصة للنقل البري كانت تعمل سنة 2016، بينما يعمل على هذا الخط عدد كبير من سائقي سيارات أجرة غير رسمية في نقل الأفراد بين المدن الجزائرية؛ عنابة وقسنطينة، نحو تونس، بمبلغ يعادل بين 20 إلى 30 دولاراً.
ومن شأن عودة القطار أن تشجع على زيادة تنقل الأشخاص بين البلدين، خاصة بالنسبة للعائلات، تجنباً لإرهاق الطريق البري وغلاء تذاكر السفر الجوي بين البلدين، خاصة لتزامن هذه العودة مع عطلة الصيف التي تشهد تدفقاً كبيراً للسواح الجزائريين باتجاه المدن الساحلية التونسية كسوسة والحمامات.
وتعزز هذه الخطوة إعادة بعث مشروع القطار المغاربي الذي بقي فكرة قائمة منذ سنوات، خاصة مع مقاربة سياسية تتوجه إليها تونس والجزائرو ليبيا، منذ إعلان قادة البلدان الثلاثة، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في إبريل/ نيسان الماضي، عن تشكيل تكتل ثلاثي يستهدف تنفيذ سلسلة من الخطوات الاقتصادية المشتركة في القطاعات الخدمية والحيوية والطاقة والمياه والتجارة والنقل وغيرها.