تراجعت الأصول الروسية بعد أن دفعت الهجمات العسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا إلى اتخاذ إجراءات طارئة من البنك المركزي الروسي، فيما يستعد المستثمرون لأشد جولة عقوبات غربية حتى الآن، ما أدى إلى القضاء على ما يصل إلى 259 مليار دولار من قيمة سوق الأسهم، وذلك وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية اليوم الخميس.
وارتفعت تكلفة التأمين على الديون الروسية ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2009، وانهارت الأسهم بنسبة 45 في المائة، وهو أكبر تراجع لها على الإطلاق. وانخفض الروبل إلى مستوى قياسي قبل أن تتقلص الخسائر. وقال بنك روسيا إنه سيتدخل في سوق الصرف الأجنبي لأول مرة منذ سنوات ويتخذ إجراءات لترويض التقلبات.
ألقى الهجوم العسكري بظلاله على الأسواق العالمية حيث تلقت الأصول الأوكرانية والروسية الضربة الرئيسية. أثارت عملية بوتين إدانة دولية وتهديدًا أميركياً وأوروبياً بمزيد من "العقوبات الشديدة" على موسكو.
وقال فيكتور زابو، المستثمر في أبردين أسيت مانجمنت بي إل سي، لوكالة "بلومبيرغ": "الكرة الآن في جانب الغرب، علينا أن نرى إلى أي مدى ستذهب العقوبات، وما إذا كانت روسيا ستبقى في النظام المالي العالمي".
ولم يشر البنك المركزي الروسي إلى رفع أسعار الفائدة، لكنه قال إنه سيوفر سيولة إضافية للبنوك من خلال عرض تريليون روبل (11.8 مليار دولار) في مزاد إعادة الشراء بين عشية وضحاها. وزاد صانعو السياسة سعر الفائدة القياسي بمقدار 525 نقطة أساس في الاثني عشر شهرًا الماضية لترويض التضخم.
وانخفض مؤشر بورصة MOEX بنسبة 35% اعتبارًا من الساعة 3:34 مساءً في موسكو. وتراجعت أسهم سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، بنسبة 49%، بينما تراجعت أسهم شركة الغاز الطبيعي العملاقة "غازبروم" بنسبة 40%. وتراجعت السندات السيادية الروسية، ما دفع البعض إلى مستويات مأساوية، وفق بلومبيرغ.
وبعد تراجعه بنسبة 9.4% مقابل الدولار، جرى تداول الروبل الروسي أضعف بنسبة 2.6% عند 83.2525 للدولار، فيما تسود التوقعات أن يلامس الـ100 مقابل الدولار في الربع الثاني.
وقد أعلن البنك المركزي الروسي، الخميس، إنه سيتدخل لضمان استقرار الوضع في ظل تراجع الروبل إلى مستوى قياسي، مشيرا إلى أن لديه ولدى غيره من المؤسسات المالية "خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات". وكانت البورصة أعلنت تعليقا مؤقتا للمداولات في وقت سابق الخميس.