للمرة الثانية على التوالي خلال عام 2020، شهدت أسعار "العدس الأصفر" ارتفاعاً كبيراً بأسعاره في الأسواق المصرية، ليسجل سعر الطن حالياً 13,5 ألف جنيه، بزيادة ألف جنيه في أسواق الجملة، وكان سعر الطن قد ارتفع خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي ليسجل 12,5 ألف جنيه بدلاً من 11 ألف جنيه، فيما أدت الزيادات الأخيرة في سعر طن العدس إلى حالة من الغضب العارم بين المستهلكين، وهي السلعة الغذائية التي يطلق عليها عامة الشعب المصري اسم "لحمة الفقراء"، لكونها وجبة أساسية هامة وضرورية على موائد الفقراء ومحدودي الدخل خلال فصل الشتاء.
وأرجع حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، ارتفاع أسعار العدس في الأسواق المصرية إلى قلة المساحة المزروعة التي تصل حالياً إلى 14 ألف فدان، منقسمة بين 8 آلاف فدان في الوجه البحري بمحافظتي الشرقية وكفر الشيخ، ونحو 6 آلاف فدان في الوجه القبلي في أسيوط وقنا، بدلاً من 50 ألف فدان خلال السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت مصر واحدة من أكبر مراكز إنتاج العدس في العالم.
وأوضح أنه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من العدس، نحتاج إلى مساحات تقترب من 60 ألف فدان، مبيناً أن هذا المحصول يُعَدّ من المحاصيل الغذائية الهامة بالنسبة إلى الإنسان والحيوان، حيث تستخدم حبوبه في غذاء الإنسان، أما تبن العدس وقشره، فيستخدمان في غذاء الحيوان، لأهمية قيمتهما الغذائية ولاحتوائهما على نسبة من البروتين.
وأشار أحمد الباشا، رئيس شعبة الغلال في غرفة القاهرة التجارية، إلى أن أسعار العدس الأصفر تشهد في الوقت الحالي ارتفاعاً مع دخول فصل الشتاء، متوقعاً أن تشهد أسعاره مزيداً من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، ليسجل سعر الكيلو 15 جنيهاً في سوق الجملة و20 جنيهاً بسوق التجزئة.
وشدد على أن سعر كيلو العدس زاد ما يقرب من 150% خلال أربع سنوات، حيث سجل سعر الكيلو عام 2016 ما يقرب من 8 جنيهات فقط، وأوضح أن انخفاض حجم المحصول ساعد كثيراً في زيادة الأسعار.
وأدى ارتفاع سعر كيلو العدس إلى حالة من الغضب بين المواطنين، وقالت زينب محمود إن ارتفاع أسعار "لحمة الفقراء" مشكلة كبيرة، في ظل ارتفاع أسعار الخضروات، وأضافت أنها كانت تشتري ربع أو نصف كيلو عدس لإطعام أسرتها المكونة من خمسة أفراد إلى جانب كيلو طماطم، إلا أن الأمور تغيرت، واصفة ما يحدث بأنه "جوع حقيقي" في ظل الغلاء المرتفع.
واعتبرت هدى عبد الفتاح، وهي موظفة في القطاع الخاص أن أسعار السلع الغذائية الخاصة بالفقراء مثل العدس وهياكل الفراخ أصبحت مرتفعة، فيما رفض الموظف محمود مهدي المساس بأكل الفقراء وارتفاع أسعار البقوليات بصفة دورية كل عام مع دخول الشتاء، وقال: "أكلة العدس كنت أتزود بها أنا وعائلتي خلال فصل الشتاء، بحيث لا تخلو منها المائدة كل أسبوع، وهو حال محدودي الدخل في مصر".