ارتفاع حاد لأسعار الشحن البحري الأميركية تأثراً بالرسوم الجمركية والإضرابات

07 يناير 2025
سفينة حاويات في ميناء لوس أنجليس، كاليفورنيا، 20 سبتمبر 2024 (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الولايات المتحدة ارتفاعًا في الأسعار بسبب زيادة تكاليف الشحن البحري، حيث ارتفعت أسعار الحاويات الفورية من آسيا بشكل ملحوظ، مدفوعة بنية ترامب رفع الرسوم الجمركية وإضرابات عمال الموانئ.
- ارتفع سعر حجز حاوية 40 قدمًا إلى الساحل الغربي بنسبة 50%، وإلى الساحل الشرقي بنسبة 31%، وفقًا لبيانات "زينيتا"، مما يعكس حالة عدم اليقين في السوق.
- تتزايد المخاوف بشأن الإمدادات مع احتمالية إضرابات واسعة وزيادة الرسوم الجمركية، مما يعقد إدارة مخاطر سلاسل التوريد ونفقات الشحن.

أصبح الأميركيون أمام موجة غلاء جديدة في الأسعار تهدد قوتهم ومعيشتهم تأثراً بارتفاع حاد رصدته "بلومبيرغ" لأسعار الشحن البحري تأثراً بنية الرئيس القادم إلى البيت الأبيض دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية إلى جانب الإضرابات التي ينفذها عمال الموانئ مطالبين بتحسين الرواتب وظروف العمل. فقد ارتفعت أسعار الحاويات الفورية لشحن البضائع إلى الولايات المتحدة من آسيا على مدار الشهر الماضي، مع تطلع الشركات إلى تجنب الرسوم الجمركية الأعلى وتعزيز مخزوناتها قبل الإضراب الذي يهدد بإغلاق الموانئ المسؤولة عن حوالي نصف أحجام التجارة عبر الخطوط البحرية في البلاد.

في التفاصيل التي أوردتها بلومبيرغ اليوم الثلاثاء، بلغ حجز حاوية بطول 40 قدماً من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة 6000 دولار اعتباراً من أول يناير/كانون الثاني، بزيادة 50% عن 4004 دولارات في ديسمبر/كانون الأول 2024، وفقاً لبيانات منصة الشحن "زينيتا" (Xeneta) التي تتخذ العاصمة النرويجية أوسلو مقراً. كما بلغ سعر الشحن البحري لحاوية من الحجم نفسه إلى الساحل الشرقي 7100 دولار، بزيادة 31%. وفي هذا الصدد، تنقل بلومبيرغ عن كبيرة محللي الشحن في "زينيتا"، إميلي ستاوسبول، قولها إن السوق تضيق بسبب "الكثير من عدم اليقين. فقد كان عام 2024 صعباً للغاية لشركات الشحن، والحياة لا تصبح أسهل في 2025".

وعلى مدى أكثر من عام، تجنّب أسطول الحاويات العالمي الإبحار عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التي تخدم موانئ الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدوانه على الفلسطينيين، ولا سيما في قطاع غزة، في حين أن تحويل الخطوط إلى وجهات تستغرق فترات زمنية أطول من المتوقع أن يستمر حتى عودة الأمن في الممر. وقد أدت الرحلات الأطول قياساً في السابق إلى تقليص السعة، مما وضع ضغوطاً تصاعدية على أسعار الحاويات خلال معظم أشهر سنة 2024.

بلغ حجز حاوية بطول 40 قدماً من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة 6000 دولار في يناير الجاري، بزيادة 50% عن 4004 دولارات في ديسمبر 2024

أما المخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية فمن شأنها تعزيز التحديات في السوق، إذ يلوح في الأفق خطر تنفيذ إضراب واسع النطاق في موانئ شرق الولايات المتحدة وساحل الخليج في وقت لاحق من هذا الشهر، وكذلك التداعيات المتوقعة من زيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة والتي تعهد الرئيس المنتخب ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه، بفرضها على السلع القادمة من الصين وغيرها من الشركاء التجاريين الرئيسيين.

وحول هذه النقطة، قالت ستاوسبول: "عندما تضيف عدم القدرة على التنبؤ بسياسات ترامب التجارية إلى الوضع القائم، تبدأ برؤية سبب صعوبة إدارة مخاطر سلاسل التوريد ونفقات الشحن البحري في مواجهة مثل هذه التهديدات المعقدة والواسعة النطاق"، مشيرة إلى أن نمو الطلب يبدو أنه سيتباطأ في وقت لاحق من العام، وأن الضغوط الحالية وأسعار الشحن الفورية المرتفعة قد تقتصر على الربع الأول منه، أي حتى مارس/آذار المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن معظم تكاليف الشحن البحري لا يتم دفعها بأسعار الشحن الفورية، بل تُدفع بموجب شروط العقود الطويلة الأجل بين مالكي البضائع وشركات النقل. غير أن سوق الشحن الفوري لها تأثيرها في المفاوضات بشأن الأسعار المتعلقة بعمليات الشحن البحري الطويلة الأجل التي تتم عادة خلال الربع الأول من كل سنة.

المساهمون