في اليوم التالي لإعلان بنك الاحتياط الفيدرالي عن تثبيت أسعار الفائدة الأساسية، واصلت الأسهم الأميركية انتعاشتها، لينهي مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات اليوم مرتفعاً 564 نقطة، حيث بدأ البعض يتأكد من انتهاء دورة رفع الفائدة الحالية، واستمرار الأداء القوي لسوق الأسهم، فيما يعرف باسم "رالي نهاية العام".
وبنهاية تعاملات يوم الخميس، مثلت نقاط الارتفاع في المؤشر الأشهر في العالم نسبة 1.70% من قيمته عند بداية اليوم، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.78%، بينما وصل الارتفاع في مؤشر إس أند بي 500 الأشمل إلى نسبة 1.89%.
واستفادت الأسهم اليوم الخميس من نبرة جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، الواثقة من تراجع التضخم في البلاد، والتي اعتبرتها إشارة على عدم توجه البنك المركزي الأكبر في العالم لمزيد من رفع الفائدة، فسجل مؤشر إس أند بي 500 أفضل أيامه منذ شهر أبريل/نيسان، كما سجل أول يومين متتاليين من الارتفاعات بنسبة تتجاوز 1%، منذ شهر فبراير/شباط.
أيضاً سجل مؤشر ناسداك أفضل يوم له منذ شهر يوليو/تموز. وعلى المستوى الأسبوعي، كانت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في المنطقة الخضراء، بنسب ارتفاع تراوحت بين 4.4% - 5%.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 12 نقطة أساس، وصولاً إلى 4.668%، وذلك بعد أن تجاوز عائدها، الأكثر أهمية في السوق الأميركية، مستوى 5% لدقائق معدودة، الشهر الماضي. وعادة ما يضيف تراجع عائد السندات زخماً إلى قوة سوق الأسهم.
وأظهرت البيانات الصادرة صباح الخميس تراجع التضخم وتباطؤ سوق العمل الأميركيين. وقالت وزارة العمل إن تكاليف العمالة انخفضت بشكل غير متوقع في الربع الثالث.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم اليوم الخميس أكثر من 1%، بقيادة أسهم العقارات والتكنولوجيا الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، في غمرة تزايد التفاؤل بأن البنوك المركزية قد انتهت من تشديد الائتمان، بعد أن أبقت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعاً 1.6%، ومقترباً من تسجيل أعلى مستوى له في أسبوعين.
وارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 1.4%، بعد أن أبقى بنك إنكلترا أسعار الفائدة عند أعلى مستوى في 15 عاماً، كما ارتفعت الأسهم النرويجية 0.7%، بعد أن أبقى بنك النرويج المركزي أسعار الفائدة ثابتة أيضاً.
وارتفعت الأسهم العقارية 5.2%، كما ارتفعت أسهم قطاع التكنولوجيا 2.7%، ليقودا معاً المكاسب.
وأظهرت بيانات رويترز أن نشاط الصناعات التحويلية في منطقة اليورو تباطأ مرة أخرى الشهر الماضي، في ظل تراجع واسع النطاق، مع انكماش الطلبيات الجديدة بواحد من أعلى المعدلات منذ عام 1997. وارتفعت البطالة الألمانية أكثر من المتوقع في أكتوبر/تشرين الأول.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولارين للبرميل اليوم الخميس، لتنهي سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، مع عودة الإقبال على المخاطرة في الأسواق المالية، بعد تثبيت الفائدة الأميركية للاجتماع الثاني على التوالي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.22 دولار، أي 2.6%، لتبلغ 86.85 دولاراً للبرميل عند التسوية، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.23 دولار، أي 2.8%، لتبلغ 82.67 دولاراً للبرميل عند التسوية.
ويجد صانعو السياسة صعوبة في تحديد ما إذا كان تشديد السياسة النقدية كافياً بالفعل للسيطرة على التضخم، أو ما إذا كان الاقتصاد الذي يفوق التوقعات باستمرار قد يحتاج إلى مزيد من الضبط.
واستقر معدل التضخم في الولايات المتحدة عند 3.4% في سبتمبر/أيلول للشهر الثالث على التوالي. ويتابع مستثمرو النفط عن كثب قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية، مخافة أن تؤدي الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة إلى تباطؤ الاقتصاد والتأثير على الطلب على الطاقة.