رغم بيانات الوظائف القوية، التي اعتبرها البعض فرصة لمجلس الاحتياط الفيدرالي لفرض سياساته المتشددة، عاودت الأسهم الأميركية ارتفاعها في تعاملات آخر أيام الأسبوع، ليقفز مؤشر ناسداك 1.60%، ويضيف مؤشر داو جونز الصناعي 288 نقطة.
وبعد البداية الضعيفة للأسهم، على خلفية البيانات التي أكدت للكثيرين رفع البنك الفيدرالي الفائدة في اجتماعه مطلع الشهر القادم، انتقلت مؤشرات الأسهم الرئيسية إلى المنطقة الخضراء، ما سمح لها بمحو الخسارة الأسبوعية، بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا، التي تجاوز الارتفاع في بعضها نسبة 4%.
وبنهاية تعاملات الجمعة، مثلت النقاط المضافة لمؤشر داو جونز نسبة 0.87%، بينما كان الارتفاع في مؤشر إس أند بي 500 الأشمل بنسبة 1.18%. وفي أسوأ لحظات جلسة التداول، خسر مؤشر داو جونز أكثر من 270 نقطة، بينما اقتربت خسارة المؤشرين الآخرين من 1%.
وأعلنت وزارة العمل الأميركية، اليوم الجمعة، عن زيادة توظيفات الشركات الأميركية في سبتمبر بصورة تفوق التوقعات، فيما اعتبر إشارة إلى أن الاقتصاد الأميركي ما زال قادراً على مواجهة الصعوبات، ومبرراً جديداً لمزيد من رفع الفائدة الأميركية.
وأرجع بعض المحللين التحول في توجهات أسعار الأسهم مع انتصاف جلسة التداول إلى ارتفاع الأجور في سبتمبر أقل من التوقعات، ورأي البعض في تراجع عوائد السندات سبباً أقوى، إلا أن بيانات الأسواق التي تنشرها بعض شركات السمسرة أظهرت وصولاً إلى منطقة ذروة البيع، خاصة بعد تجاوز خسارة مؤشر إس أند بي 500 هذا الأسبوع نسبة 8%، مقارنة بأعلى مستوى جرى تسجيله العام الحالي.
وفي أوروبا، أنهت الأسهم تعاملات اليوم الجمعة على ارتفاع، بعد أسبوع مضطرب بتأثير من مكاسب الأسهم الأميركية، لكنها سجلت خسائر أسبوعية، بعد نشر تقرير الوظائف الأميركية، الذي تسبب في ارتفاع عوائد السندات.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 بواقع 0.8% اليوم الجمعة، لم تكن كافية لمحو الخسارة الأسبوعية.
وسجل المؤشر أدنى مستوى في ستة أشهر في وقت سابق هذا الأسبوع، بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية والأوروبية إلى أعلى مستوى في أكثر من عقدين، مدفوعة بقوة البيانات الأميركية، وتوقعات بأن تظل تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول.
وأنهت أغلب القطاعات الفرعية الأوروبية اليوم على ارتفاع، حيث صعد قطاع البيع بالتجزئة بنسبة 2.3%، مع تنامي التوقعات بنتائج قوية للربع الثالث.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة عند التسوية، إلا أنها سجلت أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس/ آذار، وذلك بعد أن أجج رفع جزئي آخر لحظر تصدير الوقود في روسيا المخاوف إزاء الطلب، بسبب التحديات التي يواجهها الاقتصاد الكلي.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 51 سنتاً إلى 84.58 دولاراً عند التسوية، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتاً إلى 82.79 دولاراً.
وانخفض برنت 11% وتراجع غرب تكساس أكثر من 8% هذا الأسبوع، بفعل مخاوف من أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى إبطاء النمو العالمي والإضرار بالطلب على الوقود. ولم تفلح قرارات أوبك+ بمواصلة خفض الإنتاج حتى نهاية العام في إيقاف تراجع الأسعار.
وقال محللون إن بيانات الوظائف التي تم الإعلان عنها صباح الجمعة، والتي أظهرت قوة الاقتصاد الأميركي رغم رفع الفائدة المتكرر، ساعدت على ارتفاع الدولار وزيادة الرهانات على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2023. وعادة ما يعود ارتفاع الدولار بالسلب على الطلب على النفط، إذ يجعله أكثر تكلفة نسبيا لحاملي العملات الأخرى.