تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط في الدقائق الأولى من تعاملات يوم الثلاثاء، تسببت في تراجع مؤشراتها الرئيسية، وإن بنسبة لم تتجاوز نصف بالمائة، حيث يستعد المستثمرون لاستقبال تقارير التضخم الرئيسية المقرر نشرها في وقت لاحق من الأسبوع، بينما الأعين والقلوب معلقة على مفاوضات الحزبين، بإشراف الرئيس جو بايدن، من أجل رفع سقف الدين العام في البلاد.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 25 نقطة، مثلت 0.08% من قيمته، بينما خسر مؤشرا إس آند بي 500 وناسداك ما يقرب من نصف بالمائة، وذلك خلال نصف الساعة الأول من التعاملات.
وقال إد مويا، كبير محللي السوق في موقع "Oanda"، لقناة "سي إن بي سي" الاقتصادية، إن "مستثمري وول ستريت مترددون في اتخاذ قرارات الشراء، حتى يتم الكشف عن نتيجة محادثات سقف الدين في البيت الأبيض وما إذا كان التضخم مستقراً أم لا".
وأضاف مويا "لا أحد يشك في أن ضغوط البنوك لن تختفي مع استمرار تشديد شروط الإقراض، وسترتفع متطلبات الاحتياطي، وهو ما سيؤدي إلى قروض أقل وضعف الاقتصاد".
ويلتقي بايدن اليوم مع رئيس مجلس النواب كيفين ماكارثي في الرابعة عصراً، بعد يوم واحد من إطلاق وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تحذيرا قويا، أكدت فيه أنّ فشل الكونغرس في رفع سقف الدين الفيدرالي البالغ 31.4 تريليون دولار سيتسبب في ضربة هائلة للاقتصاد الأميركي، ويضعف موقف الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية.
وأضافت يلين، متحدثة لشبكة "سي أن بي سي"، أنّ الرئيس جو بايدن سيضطر إلى اتخاذ قرارات بشأن ما ينبغي فعله بموارد الخزانة إذا لم يتم رفع سقف الديون، ولكن "لا توجد خيارات جيدة".
وأثارت كلمات يلين مخاوف المستثمرين من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها للمرة الأولى في تاريخها، بعد عقود تم فيها التعامل على أساس خلو أدوات الدين الأميركية من مخاطر عدم السداد.
وتخلص المستثمرون من سندات الخزانة الأميركية صباح الثلاثاء، الأمر الذي تسبب في تراجع أسعارها، أو ارتفاع عوائدها، بصورة واضحة. وسجل عائد أذون الخزانة الأميركية لمدة عام 4.83%، مقترباً من أعلى مستوياته منذ عام 2001، وفقاً لقناة "سي إن بي سي".
وعلى نحو متصل، قالت رويترز إن أسعار الذهب ارتفعت اليوم الثلاثاء، مع ترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية، المنتظر صدور بعضها غدا الأربعاء، بحثا عن مؤشرات إلى مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في ظل استمرار عدم التيقن الاقتصادي.
وبحلول الساعة 1021 بتوقيت غرينتش ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2030.43 دولارا للأوقية، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 2037.90 دولارا للأوقية.
وعلى الرغم من أن الذهب يعد أداة للتحوط من التضخم، ومع تزايد المخاوف من تخلف أميركا عن سداد ديونها، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقوض جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا. وتعد الفائدة الأميركية كلفة للفرصة البديلة، التي يضحي بها مستثمرو الذهب.