- الصراع بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني المعارض أعاق جهود إخماد الحرائق، مع تقارير عن استهداف فرق الإطفاء، مما أسهم في توسع رقعة الحرائق.
- الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية جهزت 1091 عنصرًا و41 نقطة إطفاء لحماية الموسم الزراعي، وسط تحديات كبيرة للحفاظ على إنتاج القمح الذي تراجع بشكل كبير خلال سنوات النزاع.
أتت الحرائق في سورية على مساحات واسعة مزروعة بالقمح، وهو ما يتكرر كل عام في ظل غياب إجراءات الحماية التي تحول دون وقوع هذه الحرائق أو على الأقل تخفف من نتائجها، والتي عادة ما تكون كارثية على الفلاحين. وخلال الأيام القليلة الفائتة، اندلعت الحرائق في محصول القمح في شمال شرق سورية أو ما بات يعرف بـ"شرق الفرات" في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني المعارض على حد سواء، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بالتعمد في إشعال الحرائق.
وبحسب مصادر محلية، التهمت الحرائق في سورية، أول من أمس الجمعة، نحو 250 هكتاراً من القمح، والتي بدأت من قرية الخالدية في منطقة التماس قرب عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، واتجهت بفعل الرياح شرقا إلى قرية الطماميح.
وبيّنت المصادر أن عدداً من الفلاحين تعرض لحروق أثناء محاولتهم إخماد النيران في أراضيهم، مشيرة إلى أن عددا من الجرارات الزراعية تعرض للاحتراق خلال إطفاء الحريق، بعد محاصرتها بالنيران.
من جانبها، أفادت شبكة "الخابور" الاخبارية المحلية بأن قوات سوريا الديمقراطية استهدفت بالمدفعية الثقيلة فرق الإطفاء أثناء قيامها بإخماد الحرائق في ريف تل أبيض الغربي، الذي شهد هو الآخر حريقا التهم نحو 100 دونم. كما شهدت أراض في ريف القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من البلاد عدة حرائق طاولت محصولي القمح والشعير.
وكانت لجنة الطوارئ في الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية أعلنت، الأسبوع الفائت، تجهيز 1091 عنصراً لحماية الموسم الزراعي خلال فترة الحصاد في محافظة الحسكة.
وذكرت الإدارة أنه جرى توزيع هؤلاء العناصر على جميع مدن وبلدات الحسكة وفقاً لنظام مناوبات على مدار 24 ساعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة منعاً لحدوث الحرائق، مشيرة الى أن 41 من نقاط الإطفاء أيضاً مجهزة ومزودة بسيارات الإطفاء وصهاريج المياه.
ولم تعلن الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية، التي تضع يدها على القسم الأكبر من إنتاج القمح في سورية، السعر الذي ستشتري به من الفلاحين، غير أن مصادر أكدت أنه سيكون أعلى من سعر النظام البالغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد (نحو 0.30 دولار)، بزيادة طفيفة عن أسعار الموسم الفائت.
الحرائق في سورية تمتد جنوباً
ولم تقتصر الحرائق في سورية على الشمال الشرقي من البلاد، بل وصلت الى جنوب البلاد، في محافظتي السويداء ودرعا. وذكرت شبكات إخبارية محلية أن فوج إطفاء في محافظة السويداء أخمد، الجمعة، سبع حرائق، أكبرها حريق في قرية ذيبين جنوبي المحافظة، طاول 50 دونماً من محصول الشعير، وآخر في قرية الثعلة طاول أرضا مزروعة بالقمح.
وفي درعا، التهمت النيران مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية بريفها الشرقي، ما دفع الفلاحين للتعجيل في حصاد محاصيلهم خوفاً من اندلاع المزيد من الحرائق. وبحسب مصادر محلية، شهدت الأراضي الزراعية على الطريق الواصل بين بلدتي الجيزة وغصم في الريف الشرقي لدرعا، الجمعة، حريقاً التهم نحو 150 دونما من القمح.
ومن المتوقع أن يصل إنتاج سورية من القمح في المناطق كافة نحو مليون و200 ألف طن في الموسم الحالي. وكانت سورية قبل عام 2011 تنتج أكثر من 4 ملايين طن من القمح، وهو ما يكفي الاستهلاك المحلي ويفيض بنحو مليون للتصدير، إلا أن هذه الزراعة التي كانت تُوصف بـ"الاستراتيجية" قبل عام 2011 تراجعت إلى حدود كارثية خلال سنوات الحرب.
وتسيطر الإدارة الذاتية، وهي ذراع إدارية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، على جل المحافظات السورية المنتجة للقمح، والتي تعد سلة غذاء سورية، وهي: الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب الشمالي الشرقي، بما فيها منطقة منبج الواقعة غرب نهر الفرات.