رداً على مبادرة بريكس.. الخزانة الأميركية تحذر من مخاطر أي أنظمة دفع جديدة عابرة للحدود
رداً على مبادرة بريكس وغيرها من محاولات تجاوز نظام سويفت العالمي، حذرت وزارة الخزانة الأميركية من مخاطر أي أنظمة دفع جديدة عابرة للحدود، وذلك على لسان مساعد الوزير نايمان يدلي الذي كان يتحدث في نيويورك اليوم الثلاثاء، علماً أن مجموعة بريكس أعلنت خلال قمتها الأخيرة في روسيا عزمها على إنشاء نظام مستقل للدفع.
فقد حذر نايمان من المخاطر المحتملة التي قد تهدد الاستقرار المالي الدولي والأمن الاقتصادي من أي أنظمة دفع عبر الحدود تفشل في التزام المعايير الرامية إلى الحد من الأنشطة غير المشروعة، حسبما نقلت عنه شبكة بلومبيرغ. وفيما لم يحدد أي نظام بعينه يشكل مثل هذا التهديد، تأتي تصريحاته بعد أسابيع فقط من توقيع زعماء مجموعة بريكس على بيان شمل الدعوة إلى العمل على إنشاء نظام مستقل للدفع عبر الحدود يهدف إلى تجاوز المنصات الغربية.
وفي تصريحات معدة سلفًا أمام مؤتمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، قال نايمان إنه "يتعيّن على الولايات المتحدة أن تقود عندما يتعلق الأمر بالدفع عبر الحدود لتعظيم فرص وصول أي أنظمة جديدة ذات استخدام دولي كبير إلى الجودة والمعايير التي نفضلها"، مشيراً إلى أن "تعزيز الاتصال" مع الولايات المتحدة يمكن أن يفيد شركاءها التجاريين، فضلًا عن "دعوة التزام أعمق وأكثر شفافية بأهداف السياسة المشتركة، مثل مكافحة التمويل غير المشروع".
كذلك دعا "حكومة واشنطن إلى تجنب اختيار الفائزين والخاسرين في تكنولوجيا أنظمة الدفع المالي"، لافتًا إلى أن الوكالات الأميركية تشكل جزءًا من الوفود إلى هيئات وضع المعايير الدولية، التي يجب أن تكون "نشطة وصريحة" في ضمان مواكبة هذه المؤسسات للتغيير. وأكد أن على الولايات المتحدة أيضًا العمل على تطوير إطار تنظيمي واضح للعملات المستقرة، إضافة إلى إطار أنظمة الدفع الفيدرالية. وأشار إلى أنه بموجب الترتيب الحالي، يختلف تنظيم مقدمي خدمات الدفع غير المصرفية والإلكترونية من ولاية إلى أخرى.
وحول إمكانية تجنّب الرقابة، قال مسؤول الخزانة إن "جعل النظام الموجّه نحو الدولار أسرع وأكثر كفاءة من شأنه أن يعزز قدرتنا على دعم القيم الأميركية، كالخصوصية وتعزيز أمننا القومي وأمن حلفائنا". على النقيض من ذلك، رأى أنه "إذا ما جرى تبني نظام دفع مصمم بشكل سيئ على نطاق واسع" للمعاملات عبر الحدود، "فإنه يمكن أن يلحق ضررًا كبيرًا بالاستقرار المالي الدولي والأمن الاقتصادي".
ونايمان الذي سيترك منصبه خلال شهرين تبعًا لنتيجة الانتخابات الأميركية التي فاز بها الجمهوريون فوزًا ساحقًا، انتهى إلى القول إن أجندة أنظمة الدفع عبر الحدود، أمر يشهد توافقًا كبيرًا واسع النطاق بين الحزبين السياسيين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي.