استمع إلى الملخص
- عوامل دعم الذهب: الطلب القوي من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، والتوترات السياسية والاقتصادية، ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب، مع توقعات باستمرار الدعم على المدى القصير.
- تحذيرات من فقاعة محتملة: رغم التوقعات الإيجابية، يحذر المحللون من احتمال ارتفاع الذهب إلى مستويات غير مستدامة، مما قد يؤدي إلى تصحيح كبير في المستقبل القريب.
سجل الذهب مستوى قياسياً جديداً، في تعاملات يوم الثلاثاء، مقترباً من 2,800 دولار للأوقية ، ليواصل تفوقه على أغلب أنواع الأصول، في عام يشهد اضطرابات جيوسياسية غير مشهودة في عقود، وانتخابات أميركية غير مأمونة العواقب.
وارتفع المعدن الأصفر بنسبة 35% في عام 2024، مقارنة بارتفاع قدره 22% لمؤشر إس أند بي 500 للأسهم الأميركية. ويعتقد البعض أن الذهب قد يستمر في التألق في المستقبل المنظور، لكن بعض المحللين ينصحون المستثمرين بتوخي بعض الحذر، إذ توجد مخاوف من أن تصبح السوق مبالغة في تفاؤلها.
وساهم الطلب القوي من البنوك المركزية العالمية، خصوصاً في الأسواق الناشئة التي تسعى لتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي، في رفع أسعار الذهب هذا العام. كما لعبت حالة التوتر، بسبب الانتخابات الأميركية وقرارات بنك الاحتياط الفيدرالي الخاصة بأسعار الفائدة، دوراً في دفع المعدن الثمين لأعلى.
وقال فؤاد رزاق زادة، محلل الأسواق في "فوركس"، في تقرير إن "حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات الأميركية قد توفر بعض الدعم للذهب على المدى القصير". ويُعتبر الذهب، في كل الأحوال، تجارة كلاسيكية للأمان ووسيلة للتحوط ضد تقلبات الأسواق.
وعلى المدى الطويل، فقد يتسبب تبني سياسات التحفيز المالي، سواء من الرئيس السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس كامالا هاريس، بالإضافة إلى المزيد من التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياط الفيدرالي، في خلق مناخ إيجابي، يدفع المستثمرين لزيادة إقبالهم على شراء الذهب.
ويميز ماراثون ارتفاع سعر الذهب الحالي أنه حدث رغم قوة الدولار وارتفاع عائدات السندات طويلة الأجل، وذلك على الرغم من الخفض الكبير لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي الشهر الماضي. وكتب رزاق زادة: "إذا حافظت العائدات والدولار على زخمهما، فقد نرى توقعات الذهب تتراجع على المدى القصير"، لكنه أقر بأنه "لا توجد علامات على ذلك حتى الآن".
وقال جيف جاكوبسون من 22V Research للأبحاث في تقرير هذا الأسبوع إن استمرار صعود الذهب حتى مع ارتفاع العائدات والدولار هو "أمر شديد الإيجابية ولافت للنظر". وأضاف جاكوبسون أن توقعات الشركة لا تزال "إيجابية بشكل واضح" بشأن الذهب، مشيرًا إلى أن الارتفاع الأخير للذهب كان "منظماً"، مما يعني على الأرجح "أن هناك مساحة كبيرة للمعدن لمواصلة الارتفاع".
وقد يكون ذلك صحيحاً، لكن هناك خطراً متزايداً من أن المستثمرين في الذهب يصبحون مفرطين في الحماسة. وكتب جاي كابيل، كبير محللي الأبحاث في SentimenTrader، في رسالة إخبارية يوم الاثنين أنه رغم "وجود عدة إشارات إيجابية مهمة تتبع الاتجاه" بالنسبة للذهب، فإنه قلق من "إمكانية أن يصل الذهب إلى مستويات غير مستدامة مثلما حدث في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات".
وبمعنى آخر، قد يرتفع المعدن إلى مستويات مرتفعة بشكل غير مستدام، مما قد يجعله فقاعة تنفجر في نهاية المطاف. وعلى أقل تقدير، يقول كابيل إن "هناك احتمالاً كبيراً لحدوث تصحيح مهم على الأقل في الأسابيع أو الأشهر المقبلة" لسعر الذهب.