أنهى الروبل الروسي تعاملات، الأسبوع، بأفضل أداء له منذ بضعة أشهر، وسط تراجع سعر صرف الدولار أثناء تعاملات بورصة موسكو إلى ما دون 72 روبلاً للدولار لأول مرة منذ يونيو/حزيران الماضي.
وتزامن تحسن الروبل مع القفزات غير المسبوقة في أسعار الغاز بالسوق الأوروبية، فضلا عن صعود النفط فوق 80 دولاراً للبرميل، وفق كبير المحللين في مجموعة "تيلي تريد" للتداول في موسكو، مارك غويخمان. وقال غويخمان لـ"العربي الجديد": "انتهى الأسبوع إيجابيا للغاية للروبل، هذا الوضع يعود بالدرجة الأولى إلى عوامل خارجية وتراجع حدة المخاطر على إثر قرار روسيا زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا، مما يقلل من مخاطر اندلاع أزمة مخيفة في مجال الطاقة وتسارع وتيرة التضخم حول العالم بسبب ارتفاع أسعار الوقود".
وبعد قفزة أسعار الغاز في السوق الأوروبية إلى نحو ألفي دولار لكل ألف متر مكعب، وما تلاها من هبوطها إلى 1100 دولار، أصدرت روسيا إشارات لتهدئة حالة السوق، إذ عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، اجتماعا لمناقشة استراتيجية العمل في مجال الطاقة تطرق لكيفية المساعدة في تجاوز أزمة الطاقة في أوروبا. ودعا بوتين عملاق الغاز الروسي "غازبروم" إلى الوفاء بالتزاماته التعاقدية وعدم تقليص ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية.
وحول العوامل غير النفطية المعززة للروبل، أوضح غويخمان: "تترقب السوق إقدام المصرف المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة الأساسية مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مما سيزيد من الطلب على الأصول المدرجة بالروبل والعملة الروسية في حد ذاتها".
ومع تزايد وتيرة التضخم في روسيا وارتفاعها إلى نحو 7.5% على أساس سنوي في ما يعد أعلى مستوى منذ خمس سنوات، لمّح المصرف المركزي إلى إمكانية مواصلة رفع سعر الفائدة الأساسية لإعادة معدل التضخم إلى المستوى المستهدف البالغ 4%.
وكان المصرف المركزي، قد بدأ منذ مارس/آذار، في رفع سعر الفائدة الأساسية تدريجيا، لتصل إلى 6.75% حالياً مقابل 4.25% في بداية العام، مرجعا قراراته إلى تنامي مخاطر التضخم بعد تعافي النشاط الاقتصادي من جائحة كورونا بشكل خاص.