قال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي) اليوم الثلاثاء، إن الصندوق يستهدف خفض استثماراته الدولية إلى نطاق 18-20% من 30% حاليا، والاتجاه إلى التركيز بشكل أكبر على الاقتصاد المحلي. وأضاف الرميان الذي يدير الصندوق السعودي الذي يمتلك أصولاً بنحو تريليون دولارفي الكلمة الافتتاحية للنسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، "في البداية كان لدينا أقل من اثنين في المئة من الاستثمارات الدولية... لكنها زادت بعد ذلك من 2% وحتى 30 %. والآن هدفنا هو خفضها إلى نطاق يتراوح بين 18 و20 %".
وأكد أن سبع نسخ سابقة من مبادرة مستقبل الاستثمار، نتج عنها توقيع اتفاقيات واستثمارات بقيمة إجمالية 125 مليار دولار. وأشار إلى أن أن تعزيز الاستثمارات العالمية الحالية في الذكاء الاصطناعي، تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي.. "إن الذكاء الاصطناعي وحده قادر على إضافة ما يقرب من 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030".
وزاد: "يمثل الذكاء الاصطناعي العام، أو AGI، الحدود التالية التي تعد بآلات قادرة على حل المشكلات ودفع الإنتاجية التي ستؤثر على كل قطاع، من الرعاية الصحية إلى الطاقة".
#فيديو_واس | ياسر الرميان: موارد المملكة وموقعها الجغرافي الإستراتيجي تمكنها من دفع الاستثمار في مجالات حيوية مثل الطاقة والبنية الأساسية والتقنية.#FII8 | #واس_اقتصادي pic.twitter.com/cc4tWuqgOs
— واس الاقتصادي (@SPAeconomic) October 29, 2024
وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، أعمال النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار والمعروفة باسم دافوس الصحراء، لترويج رؤيتها 2030. وبحسب بيانات المبادرة على موقعها عبر الإنترنت، تستمر أعمال الاجتماعات حتى الخميس المقبل، تحت شعار "أفق لا متناه: الاستثمار اليوم، لصياغة الغد"، بمشاركة مؤسسات محلية ودولية وبنوك استثمار عالمية.
ويترأس الرميان أعمال المؤتمر الذي يعد فرصة للرياض لجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم الإصلاحات الاقتصادية الهائلة في إطار رؤية المملكة 2030. وفي العام الماضي، أُبرمت صفقات بقيمة 17.9 مليار دولار في مؤتمر مستقبل الاستثمار، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، ويقول المنظمون إنهم يتوقعون إعلان صفقات بقيمة 28 مليار دولار هذا العام.
وفي تصريحات قبل انطلاق المؤتمر، قال ماريوس فيجانتاس، مؤسس شركة سولينج بارتنرز التي تقدم الاستشارات حول الشرق الأوسط للشركات العالمية المتخصصة في إدارة الأصول، "يعيد العديد من المديرين النظر في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار. أخبرتهم السعودية بوضوح: نحن نعلم أنكم تريدون أموالنا، ولكن كيف ستشاركون في مستقبلنا؟ معظم المديرين ليس لديهم إجابة عن هذا السؤال". بينما أكد جيم كرين، الباحث في معهد بيكر التابع لجامعة رايس في هيوستن: "السعوديون يعطون الأولوية للاستثمار المحلي على أي شيء آخر تقريباً. ولكي تنجح مجموعة مشروعات رؤية 2030، سيحتاج السعوديون حقاً إلى مستثمرين أجانب ليأتوا ويساهموا".
وتستهدف الحكومة جذب 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول عام 2030؛ أي نحو 6% من الإنتاج المحلي الإجمالي. ويعكف الصندوق على تنفيد عشرات المشروعات في أنحاء المملكة، وانخرط في شراكات مع شركات عالمية لبناء مشروعات ضخمة مثل مشروع نيوم الذي يتضمن مدينة مستقبلية ومنحدراً للتزلج في الصحراء ومواقع سياحية شديدة الترف تضطلع بها شركة البحر الأحمر الدولية، ومدينة القدية الترفيهية جنوب غربي الرياض.
وتعتمد رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتستهدف إنهاء اعتماد السعودية على النفط، على مئات المليارات من الدولارات لتطوير قطاعات جديدة وتدفق إيرادات أكثر استدامة، مع توسيع القطاع الخاص وخلق فرص عمل. وتنويع مصادر الدخل والاستثمار في قطاعات كالصناعة والسياحة والخدمات والتكنولوجيا وغيرها. والسعودية، ثاني أكبر منتج للنفط الخام حول العالم بعد الولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج يومي يتجاوز 11 مليون برميل في الظروف الطبيعية، بحسب بيانات شركة أرامكو السعودية عن عام 2023.
ومع بدء تطبيق رؤيتها 2030، نجحت السعودية من خلال اجتماعات ومؤتمرات استثمار سابقة في خفض حصة النفط من الناتج المحلي الإجمالي، من متوسط 80 % في العقد الماضي، إلى قرابة 40 % حالياً، وفق تصريحات صدرت هذا الأسبوع عن وزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان.
ومبادرة مستقبل الاستثمار، منصة عالمية للتواصل مع مجتمع الأعمال والشركاء والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، لضخ استثمارات في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والصناعة والسياحة والخدمات. وبحسب موقع المبادرة، من المتوقع أن تستقطب النسخة الثامنة أكثر من 5000 ضيف، و500 متحدث حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالعصر الحالي. وتشمل النسخة الثامنة، أكثر من 200 جلسة تتناول موضوعات الاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة التغير المناخي، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والابتكار والصحة والقضايا الجيوسياسية.
وفي هذا العام، يستضيف المنتدى "قمة أفريقيا الجديدة" بمشاركة متحدثين من قطاعي التعدين والبنوك في القارة. وتزايد دخول دول الخليج السباق على المعادن الحيوية في أفريقيا في إطار سعيها إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط. وكان ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، ولورانس فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، وروث بورات، رئيسة شركة ألفابت، من بين الشخصيات البارزة التي شاركت في حلقة نقاشية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة السعودية.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)