الصين تعمق وجودها الاقتصادي في باكستان: افتتاح مطار غوادر يستبق قمة منظمة شنغهاي

15 أكتوبر 2024
تستثمر الصين بكثافة في البنية التحتية في باكستان، إسلام أباد في 13 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أن بلاده لن تدخر جهدا في مساعدة باكستان والتعاون معها من أجل الوصول إلى الأهداف الاقتصادية المنشودة، وذلك قبل ساعات من بدء أعمال قمة منظمة شنغهاي في العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وشدد لي تشيانغ خلال أعمال افتتاح مطار غوادر، الاثنين، وقبل ساعات من بدء أعمال القمة، على أن المشاريع الاقتصادية المشتركة بين الصين وباكستان التي تم التوقيع عليها دليل على أن الشراكة الاقتصادية والتجارية عميقة بين الدولتين وأن بكين تعتزم المضي قدما في العمل مع باكستان من أجل منح الشعب الباكستاني الرفاهية.

وقال رئيس الوزراء الصيني في كلمة له مع نظيره الباكستاني شهباز شريف خلال أعمال الافتتاح عن بعد، إن "افتتاح مطار غوادر في جنوب غربي باكستان خطوة مهمة وكبيرة، وجاء نتيجة الجهود الصينية الباكستانية المشتركة"، مشيدا "بدور كل من عمل في هذا المشروع من العنصر البشري في البلدين"، وأكد أن "المشروع ستكون له تأثيرات إيجابية على المنطقة وليس فقط على باكستان والصين".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن "باكستان تعتبر الصين الشريك الاستراتيجي المهم لها في المنطقة، حيث كانت دائما تقف إلى جانب باكستان في كل الأزمات والأحوال"، مشيراً إلى أن "البلدين يتمتعان بعلاقات وطيدة ومتينة وعميقة رغم الأحوال والأجواء المختلفة". كما أكد شهباز شريف أن "علاقات باكستان بالصين لم تقتصر على جانب دون آخر، بل تشمل كل الجوانب، لا سيما الاقتصادي والتجاري والزراعي". كما جرى خلال المراسم التوقيع على عدد من التفاهمات والتوافقات بين الدولتين في مجال الاقتصاد والتجارة. 

وكان من المقرر افتتاح المطار في أغسطس/آب الماضي، الذي يصادف اليوم الوطني لباكستان، ولكن بسبب الوضع الأمني واعتصام البلوش بالقرب من المطار، تم تأجيل الافتتاح ليتزامن مع قمة شنغهاي. ويستهدف الانفصاليون البلوش كل المشاريع التنموية الصنيية ـ الباكستانية في باكستان بحجة أن الشركات الصينية تعمل لنقل الموارد الطبيعية من إقليم بلوشستان إلى الأقاليم الأخرى، وكان آخر الاستهدافات انفجار انتحاري على موكب للصينيين قرب مطار كراتشي الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل اثنين من الصينيين وإصابة ثالث.

وتستثمر الصين مبالغ ضخمة في باكستان وتنفذ مشاريع عملاقة، أبرزها الممر التجاري الصيني الباكستاني، وتبلغ كلفة المشروع نحو 62 مليارد دولار. 

والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني هو مشروع اقتصادي ضخم يضم عدداً من مشاريع البنى التحتية في باكستان، أبرزها تلك التي تهدف إلى إنشاء طريق بري يربط بين مدينة كاشغر في الصين وميناء غوادر الباكستاني. كما يهدف الممر إلى تطوير البنى التحتية المطلوبة لباكستان بسرعة وتعزيز اقتصادها من خلال بناء شبكات النقل الحديثة، والعديد من مشاريع الطاقة والمناطق الاقتصادية الخاصة.

وبفضل الممر سيتم تعزيز البنى التحتية للطاقة بأكثر من 33 مليار دولار، تقدمها اتحادات خاصة للمساعدة في التخفيف من النقص المزمن في الطاقة في باكستان، إضافة إلى إنشاء شبكة من خطوط الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي المسال والنفط في جزء من المشروع، بما في ذلك إنشاء خط أنابيب بقيمة 2.5 مليار دولار لنقل الغاز من إيران، كما سيتم توليد الكهرباء من هذه المشاريع بشكل أساسي. علاوة على الممر تقوم الشركات الصينية ببناء السدود في باكستان وتصدير المعادن ومواد تجارية أخرى. ووفق مراقبين، فإن الدعم الصيني هو السند الثاني لاقتصاد باكستان، بعد القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي لها.

افتتاح أعمال قمة منظمة شنغهاي

ووصل رئيس الوزراء الصيني إلى باكستان للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم تسعة أعضاء يتمتعون بعضوية كاملة، من بينهم الصين والهند وإيران وروسيا، ومن المقرر أن تعقد القمة اليوم وغدا 15 و16 أكتوبر/تشرين الأول في إسلام اباد. 

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن الاجتماع سيشهد مشاركة رؤساء وزراء الصين وروسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان بالإضافة إلى النائب الأول للرئيس الإيراني ووزير الخارجية الهندي. وأغلقت السلطات طرقاً وسيّرت دوريات وأعلنت يومي انعقاد القمة عطلة رسمية، كما أغلقت محاور طرقية عدة للحد من التنقلات حول العاصمة، بعدما شهدت الأسابيع القليلة الماضية تظاهرات للمعارضة وهجمات ضد مهندسين صينيين.

تضم منظمة شنغهاي للتعاون الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، مع 16 بلداً بصفة مراقب أو "شريك في الحوار". وفي حين أن هدف المجموعة التباحث في الأمن المشترك والتعاون السياسي والعسكري بين الدول الأعضاء، من المتوقع، وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن تركز قمة إسلام أباد على القضايا الاقتصادية.

المساهمون