أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي الأخير تجنب صانعي السياسة النقدية في الاقتصاد الأكبر في العالم الحديث عن تخفيض الفائدة، فتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية، في ثاني أيام أسبوع قصير، يشهد عطلة عيد الشكر المحبب للأميركيين، وتوقفت سلسلة الارتفاعات عند خمسة أيام متتالية.
وفي يوم هادئ في وول ستريت، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.18%، وخسر مؤشر إس أند بي 500 نسبة 0.2% من قيمته عند بداية اليوم، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك بنسبة 0.59%.
وأشار بنك الاحتياط الفيدرالي، كما جاء في محضر الاجتماع، إلى أن السياسة النقدية ستبقى "مقيدة"، وسط مخاوف من عودة التضخم للارتفاع. وثبت البنك المركزي الأكبر في العالم سعر الفائدة الأساسي عند نطاق 5.25% إلى 5.5%، في ختام اجتماعات يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر.
وجاء في المحضر: "عند مناقشة توقعات السياسة، واصل المشاركون الاتفاق على أنه من الأهمية بمكان أن يظل موقف السياسة النقدية مقيدًا بما يكفي لإعادة التضخم إلى هدف اللجنة البالغ 2% بمرور الوقت".
ويشير تسعير العقود الآجلة للفائدة على أموال البنك الفيدرالي إلى شبه إجماع على أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية ستثبت، من جديد، في اجتماعها القادم في ديسمبر، على أن تبدأ بالتخفيضات اعتباراً من مايو/أيار.
وفي أوروبا، تخلفت الأسهم الإيطالية عن نظيراتها الأوروبية اليوم الثلاثاء مع انخفاض أسهم البنوك، حيث تراجع مؤشر ستوكس 600 بواقع 0.1%، بينما أغلق المؤشر الإيطالي منخفضا 1.3%، ليسجل أسوأ أداء يومي له منذ شهر.
وهبط سهم "مونتي دي باسكي دي سيينا" 7.9% بعد أن باعت إيطاليا حصة 25% من البنك الذي تسنى إنقاذه، كما خسر سهم بنك" بي.بي.إم" أربعة بالمئة بعد أن خفض "دويتشه بنك" تصنيفه.
ويسعى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي جاهدين للتخلي عن الرهانات المتزايدة على خفض أسعار الفائدة، وسط بيانات تشير إلى انخفاض مستمر في التضخم، وتزايد احتمالات دخول الاقتصاد في ركود.
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي فرانسوا فيليروي دي جالو إنه من المرجح الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال الأرباع القليلة المقبلة، بعد يوم من إشارة زميله بابلو هيرنانديز دي كوس إلى أنه "من السابق لأوانه" الحديث عن خفض أسعار الفائدة.
وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" توقعات بتحقيق الأسهم الأوروبية ارتفاعا متواضعا في 2024، إذ يقابل التفاؤل بأن أسعار الفائدة العالمية بلغت ذروتها مخاوف من احتمال انزلاق الاقتصاد إلى الركود.
وعلى نحو متصل، تباينت أسعار النفط عند التسوية اليوم الثلاثاء، في ظل حذر المستثمرين قبيل اجتماع أوبك+ الأحد المقبل، والذي قد يبحث زيادة تخفيضات الإمدادات بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 13 سنتا إلى 82.45 دولاراً للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ستة سنتات إلى 77.77 دولار.
ولم يتبق سوى جلسة واحدة قبل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة يوم الخميس، والتي عادة ما تؤدي إلى انخفاض أحجام التداول في النفط.
وارتفع الخامان القياسيان نحو 2% أمس الاثنين بعدما أبلغت ثلاثة مصادر في تحالف أوبك+ رويترز بأن مجموعة المنتجين، المكونة من منظمة أوبك وحلفائها، ستدرس خيار إجراء تخفيضات إضافية في إمدادات النفط عندما تجتمع في 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتوقع ثمانية محليين أن يمدد تحالف أوبك+ تخفيضات إمدادات النفط في العام المقبل أو ربما يزيدها.
وقالت حليمة كروفت المحللة لدى "آر.بي.سي كابيتال" "نرى مجالا ما أمام المجموعة للقيام بتخفيض أعمق، لكننا نتوقع أن تسعى السعودية للحصول على تخفيضات إضافية من أعضاء آخرين لتقاسم عبء التعديل".