اللبنانيون يئنّون تحت أزمة معيشية خانقة ضاعفها العدوان الإسرائيلي

01 أكتوبر 2024
عائلة اتخذت سيارتها ملجأ بعد نزوحها بسبب الغارات الإسرائيلية، 29 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأزمة الإنسانية في لبنان: منذ أواخر 2019، يعاني لبنان من أزمة معيشية خانقة تفاقمت مع العدوان الإسرائيلي الأخير، مما أدى إلى تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار.
- الجهود الحكومية والدولية: عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع المنظمات الدولية وسفراء الدول المانحة لمناقشة خطة الاستجابة، داعياً إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
- الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية: اتخذت الحكومة اللبنانية إجراءات للتخفيف من معاناة المواطنين، منها تقديم سلف مالية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وقطع مؤقت للتيار الكهربائي.

لبنان الذي اجتاحه الفقر منذ انفجرت أزمته المعيشية الخانقة أواخر عام 2019، لم يكن ينقصه إلا عدوان إسرائيلي يشرّد مئات الآلاف من مواطنيه، مضاعفاً هموماً خانقة، مع تدهور كبير في الخدمات وغلاء فاحش التهم ما بقي من جيوبهم، فيما لا تسد المبادرات الإنسانية والمساعي الدولية إلا جزءاً يسيراً مما يحتاج إليه اللبنانيون الحائرون المتنقلون مع أطفالهم من منطقة إلى منطقة فيما طائرات العدو تطاردهم من حي إلى آخر.

وفيما يتضامن لبنانيون مع إخوانهم النازحين من بؤر النار في المناطق الساخنة، يستغل آخرون حاجة الناس مضاعفين إيجارات المنازل أضعافاً، وسط غلاء لافت للمواد الغذائية والاستهلاكية نظراً إلى محدودية قدرات النقل اللوجستية فيما طائرات العدو لا توفر مجمعات سكنية ولا طرقاً إلا وتدكها بقنابل من الوزن الثقيل.

لكن ماذا ينتظر اللبنانيون من إجراءات المسؤولين ومبادرات الإغاثة؟

الراصد للمساعي المحلية والدولية يلحظ أن كل ما تدهور حوله لا يكاد يمسك الرمق. وفي هذا الصدد، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان. وشارك في الاجتماع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

كما شارك في الاجتماع  نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، منسق لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، وزير المال يوسف الخليل، وزير الاقتصاد أمين سلام ، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير الصحة فراس الأبيض، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير التربية القاضي عباس الحلبي ، وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى.

وتحدث ميقاتي عن نزوح نحو مليون شخص بسبب العدوان المدمر، وقال: "نحن نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة على تأمين المتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها اللبنانيون النازحون"، مضيفاً: "نثمن جداً الدعم المتواصل الذي تقدمه الأمم المتحدة، كما نثمن دعم  الدول العربية الشقيقة وغيرها من الدول الصديقة. ونوجه اليوم  النداء بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم لتعزيز جهودنا المستمرة في تقديم المساعدات الأساسية  للمدنيين النازحين".

وقال :"لقد أنشأنا، بالتعاون والشراكة، مع مؤسسات الأمم المتحدة، إطاراً محدداً وواضحاً وفعالاً لضمان التأمين السريع والفعال والشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها اللبنانيون بشكل فوري، وأناشدكم جميعاً الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان، ومساعدتنا في حماية أبناء شعبنا بكرامة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم وبلداتهم".

وما لبث رئيس مجلس النواب نبيه بري أن تبنى نداء ميقاتي للدول المانحة والجهات الإغاثية المعنية، مطالباً الأمم المتحدة بإنشاء جسر جوي يؤمن إيصال المواد الإغاثية ويكسر الحصار العسكري الإسرائيلي، ودعا الحكومة إلى "القيام بجهد مضاعف"، مطالباً الوزارات والهيئة العليا للإغاثة الاضطلاع بأدوارها من دون تلكؤ بوضع ما هو متوافر لديها من إمكانات لتأمين كافة مستلزمات الحياة الكريمة للنازحين إيواء وخدمات إجتماعية وصحية وطبية، لا سيما أننا على أبواب فصل الشتاء".

وفي محاولة للتخفيف من معاناة المرضى ودعم المستشفيات، أعلن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في بيان اليوم، أنه  نظراً للأوضاع الأمنية والاستثنائيّة التي تمر بها البلاد، وحيث إن الكثير من المضمونين نزحوا قسراً من قراهم ومساكنهم، وحيث إن الضرورة تقتضي الاستمرار في تقديم وتفعيل خدمات الصندوق الأساسية من طبابة واستشفاء للمضمونين وغيرها من التقديمات الصحية والاجتماعية التي يؤمنها الصندوق، لا سيما للنازحين، أصدر المدير العام محمد كركي قراراً قضى بإمداد مكاتب الصندوق بسلف مالية استثنائية تحاكي الطلب المتزايد، على أن تخصص هذه السلف لتسديد تقديمات فرعي المرض والأمومة والتعويضات العائلية، ولا تشمل تقديمات المضمونين الاختياريين، وتلك العائدة منها للمستشفيات والمؤسسات المتعاقدة.

تسهيلات عقارية وقطع متزايد من كهرباء لبنان وغلاء البنزين

أما وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل فقد اتخذ قراراً مدّد بموجبه مهلة تحديد قيمة العقار أو الحق الخاضعة لرسوم الفراغ والانتقال العقارية، وجاء فيه: "تمدد المهل الواردة في القرار رقم 925/1 تاريخ 29/ 08/ 2024 لغاية 31/ 12/ 2024 لكافة أمانات السجل العقاري". وجاء هذا القرار بسبب التأخير الحاصل في إنجاز المعاملات من قبل الدوائر العقارية الناتج عن الاعتداءات الإسرائيلية، وحفاظاً على حقوق المواطنين.

في غضون ذلك، أفادت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان اليوم، بأنه "سيتم إنشاء مخرج جديد لتوزيع الحمولة الزائدة عن المخارج المثقلة بطرماز-نمرين وبخعون، ولذلك ستعمد مؤسسة كهرباء لبنان إلى قطع المخارج المذكورة أعلاه ابتداء" من غد الأربعاء من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساء لمدة شهر (مرحلة أولى) مع تعويض التغذية بالتيار الكهربائي خلال ساعات الليل".

هذا وارتفع اليوم، بشكل طفيف، سعر البنزين، بينما انخفض سعرا المازوت والغاز. وبحسب بيان صادر عن وزارة الطاقة والمياه، ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان خمسة آلاف ليرة، فيما انخفض سعرا صفيحة المازوت وقارورة الغاز ألف ليرة، لتصبح الأسعار على الشّكل التالي: صفيحة البنزين 95 أوكتان مليوناً و411 ألف ليرة (15.85 دولاراً)، البنزين 98 أوكتان مليوناً و451 ألف ليرة (16.3 دولاراً)، والمازوت مليوناً و303 آلاف ليرة (14.6 دولاراً)، بينما سجل سعر قارورة الغاز زنة عشرة كيلوغرامات 920 ألف ليرة (10.34 دولارات).

تجدر الإشارة إلى أن سعر صفيحة البنزين كان قد ناهز 20 دولاراً قبل أن ينخفض على نحو ملحوظ بنتيجة تراجع أسعار النفط العالمية، في حين أن تراجع سعر الغاز قد يُعزى إلى شبه انقطاع لممرات تهريبه، كما المحروقات، إلى سورية، بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة بلا هوادة على مناطق حدودية بين البلدين.

المساهمون