يتجه المغرب نحو انتعاش لقطاع السياحة، وهو ما يدعمه الإقبال الذي تعرفه المملكة، رغم غلاء تذاكر السفر المعتمدة من قبل شركات الطيران.
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية لحسن زلماط، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الإقبال على المغرب تحسن كثيراً بعد فتح الحدود في السابع من فبراير/ شباط الماضي، وهو ما تجلى في شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري بمناسبة أعياد الميلاد.
ووفق زلماط فإن الإقبال على المغرب في الفترة الحالية، يأتي رغم ارتفاع ملحوظ في أسعار تذاكر السفر المعتمدة من قبل شركات النقل الجوي.
ويوضح أن أسعار تذاكر الخطوط الملكية المغربية ارتفعت بنحو 80 في المائة خلال العام الجاري، وهو المستوى نفسه المعتمد من قبل الشركات الأخرى.
ويأتي ارتفاع أسعار التذاكر في ظل الزيادة الكبيرة التي شهدتها أسعار المحروقات في العام الحالي في السوق الدولية، وهو ما يؤثر بمردودية الخطوط الملكية المغربية.
واستقبل المغرب نحو تسعة ملايين سائح إلى غاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما يعني استرجاع 80 في المائة منهم مقارنة بالعام الذي سبق انتشار فيروس كورونا، إلا أن الإيرادات زادت بشكل ملحوظ.
ويشير زلماط إلى أنه كان يمكن تحقيق معدل استرجاع أكبر في العام الحالي، لو اتضحت الرؤية لدى السياح على مستوى برمجة النقل الجوي قبل فتح الحدود.
وعادت الحجوزات في الفنادق، حسب المسؤول بمؤسسة فندقية، أمين التوس، بمناسبة عطلة واحتفالات نهاية السنة إلى المستوى الذي سبق الجائحة التي أربكت النشاط السياحي في العامين الماضيين، حيث تجلى أن السياح حجزوا أسابيع قبل السفر إلى المغرب في نهاية العام.
وبحسب تقديرات التوس فإن بعض الفنادق من فئة خمسة نجوم بمراكش تعرف نسبة ملء بمناسبة رأس السنة تصل إلى مائة في المائة، علماً أن العديد من الفنادق لم تضطر إلى خفض الأسعار بهدف جذب السياح.
وبدأ القطاع السياحي بالانتعاش منذ إعادة فتح الحدود الوطنية المحلية في السابع من فبراير الماضي. وكانت الأزمة الصحية قد كبحت القطاع السياحي، حيث كانت المملكة قد استقبلت قبل انتشار الفيروس 13 مليون سائح، ما درّ إيرادات في حدود 8 مليارات دولار، أي نحو 7 في المائة من الناتج الإجمالي.
ويرتقب أن تصل إيرادات السياحة في نهاية العام الحالي إلى نحو 8.4 مليارات دولار، في ظل ترقب بلوغ عشرة ملايين سائح أجنبي، بالإضافة إلى المغتربين المغاربة، الذين يتوقع أن يحلوا بكثرة بالمملكة في نهاية العام.
ويرنو المغرب إلى جذب سياح جدد قبل نهاية العامة، بعدما تجلى أن إيرادات السياحة تعافت في العشرة أشهر الأولى من العام الحالي من تداعيات الجائحة، حيث بلغت 7.11 مليارات دولار، بعدما كانت قد تهاوت في الفترة نفسها من العام الماضي إلى 2.85 مليار دولار، حسب بيانات مكتب الصرف.
بحسب تقديرات التوس فإن بعض الفنادق من فئة خمسة نجوم بمراكش تعرف نسبة ملء بمناسبة رأس السنة تصل إلى مائة في المائة
وتجاوزت الإيرادات التي حققتها السياحة في أكتوبر الماضي، المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة، حيث كانت قد وصلت في العشرة أشهر الأولى من عام 2019 إلى 6.7 مليارات دولار.
ويذهب الخبير في قطاع السياحة، محمد آيت حسين، إلى أن الإيرادات التي حققتها السياحة في العام الحالي مردها إلى كون السياح الأجانب والمغتربين المغاربة الذي يزورون المملكة بعد رفع التدابير الاحترازية وعودة النقل الجوي في السابع من فبراير الماضي، ينفقون أكثر مقارنة بما كان عليه الحال قبل الجائحة.
وينتظر أن تساهم إيرادات السياحة في دعم رصيد المغرب من العملة الصعبة، التي يتوقع البنك المركزي أن يصل إلى 34.3 مليار دولار، حيث سيتيح ذلك تغطية ستة أشهر من الواردات.
ويراهن المغرب على استثمار الصورة الإيجابية التي خلفها المنتخب الوطني الذي بلغ نصف نهائي منافسات كأس العالم بقطر، من أجل الترويج للسياحة الوطنية التي شرعت بالتعافي من تداعيات كوفيد، وهو ما يؤكده زلماط.
وأطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة ترويجية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، ويتزامن ذلك مع الإنجاز غير المسبوق الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم.
ويعوّل المكتب الذي يتولى الترويج للسياحة المغربية، على أن تخلف الحملة "أثراً قوياً من خلال تتبعها من طرف العديد من رواد الإنترنت الذين أشادوا بدورهم بالأداء البطولي لأسود الأطلس".