أفضى التدفق الكبير للشاحنات والمركبات المحملة بالغذاء إلى المناطق المتضررة من الزلزال في المغرب إلى بروز دعوات لتنظيم عمليات إيصال المساعدات، بشكل منسق، بما يساعد على توزيعها بطريقة تلبي حاجيات المتضررين من تلك الكارثة.
ويشير عبد اللطيف أيت ابراهيم، من جماعة آسني بإقليم الحوز، في شهادته لـ"العربي الجديد"، إلى أن كميات الأغذية التي وصلت إلى المنطقة يمكن أن تلبي حاجيات السكان المتضررين من الزلزال لأيام عدة.
ويذهب إلى أن العديد من الجمعيات والأفراد بادروا إلى توزيع الغذاء على السكان منذ اليوم الأول للزلزال، بل إن جمعيات اتصلت بهم أو حلت مباشرة بمناطقهم من أجل تلبية حاجياتهم.
وبادرت جمعيات ومواطنون في العديد من المناطق إلى تعبئة الشارع من أجل شراء الأغذية من المراكز التجارية العصرية، حيث تم اقتناء كميات كبيرة من الحليب والزيوت والدقيق والعصائر والمياه.
وتطوعت شركات نقل لإيصال الأغذية إلى المناطق المنكوبة مجانا، حيث وضعت شاحناتها رهن إشارة المتبرعين. تلك الشاحنات انطلقت إلى مختلف مناطق المغرب في ما يشبه التنافس في إبداء التضامن.
ويبادر بنك الغذاء، الذي أسسه رجل الأعمال المغربي، كريم التازي، إلى استلام التبرعات من الأفراد والشركات، كي يتولى توزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال، حيث يتولى البنك، الذي يعتبر منظمة غير حكومية، منذ عشرين عاماً، التدخل في الظروف الصعبة في عدة مناطق.
ودفع التدفق الكبير للمساعدات، خاصة الأغذية، بالعديد من المراقبين إلى الدعوة إلى تنظيم عملية إيصالها إلى المناطق المنكوبة، خاصة في ظل عملية الاكتظاظ التي تعرفه الطرق في المناطق الجبلية والتي يمكن أن تعرقل عملية الإنقاذ.
ويلاحظ مراقبون أن عمليات الشراء التلقائية التي يقوم بها المواطنون في المتاجر العصرية الكبرى، أفضت إلى إرباك سلسلة التوريد، حيث سيستدعى إعادة تشكيل المخزون بعض الوقت.
ويدعو مراقبون إلى تفادي التوزيع غير المنظم، على اعتبار أن هذه الطريقة تفضي إلى تمكين السكان المقيمين في واجهة المناطق المتضررة من التبرعات التي لا تصل إلى المناطق البعيدة في الجبال. ويرون أنه يفضل توجيه التبرعات نقداً للجمعيات التي راكمت تجربة كبيرة في توزيع الغذاء والسلع الأخرى مثل الأغطية والخيام، كي تتولى بعد ذلك الشراء بسعر منخفض، خاصة أن الطلب الكبير الموجه للمتاجر العصرية قد يرفع الأسعار.
ويشير رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، إلى مبادرات من أجل تنظيم عمليات نقل التبرعات، خاصة من الغذاء، عبر تجميعها في مناطق معينة قبل توجيهها للأسر المحتاجة.
تطوعت شركات نقل لإيصال الأغذية إلى المناطق المنكوبة مجانا، حيث وضعت شاحناتها رهن إشارة المتبرعين
ويؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تنظيم عمليات إيصال الغذاء بشكل منسق إلى المناطق المتضررة من شأنه أن يساهم في تفادي تلف بعض الأغذية التي تفيض عن الحاجة.
ويتصور أنه يمكن للمتاجر العصرية الكبرى أن تتطوع لتخزين الأغذية التي يمكن أن تتعرض للتلف، بما يسمح باستهلاكها على مدى الأسابيع المقبلة.
وأعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أول من أمس عن إحداث مستودع مركزي بمراكش تجمع فيه المساعدات الموجهة لضحايا زلزال الحوز، بعدما أحدثت مراكز مماثلة في مناطق أخرى. وينتظر أن تتولى فرق في ذلك المستودع استقبال السلع والمساعدات، بما فيها تلك التي تقدمها منظمات المجتمع المدني والمواطنون، وتوزيعها في المناطق المتضررة في الحوز عبر مراكز محلية.
وسيتولى الصندوق الذي أعلن المغرب عن إحداثه لمواجهة آثار الزلزال، بالإضافة إلى إعادة الإعمار وتشجيع عودة النشاط الاقتصادي بالمناطق المتضررة، التكفل بالأشخاص الذين بدون مأوى، لا سيما في ما يتصل بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية.