واصلت أسعار النفط العالمية رحلة صعودها في آخر أيام التداول لهذا الأسبوع، الجمعة، بعد أن شددت الولايات المتحدة برنامج العقوبات على صادرات الخام الروسية، مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات في سوق شحيحة بالفعل، ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية خلال الربع الرابع.
وبحلول الساعة 00:52 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 36 سنتا، أو 0.4%، إلى 86.36 دولارا للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53 سنتا بما يعادل 0.6% إلى 83.44 دولارا للبرميل، وفقاً لبيانات "رويترز".
ويتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.1%، كما يتجه خام غرب تكساس الوسيط للارتفاع 0.8% هذا الأسبوع، بعد أن صعد كلا الخامين بشكل حاد يوم الاثنين، بسبب احتمال تعطل الصادرات من الشرق الأوسط وسط مخاوف اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وتراجعت الأسعار خلال الأسبوع، لكن الولايات المتحدة فرضت أمس الخميس أول عقوبات على ملاك الناقلات التي تحمل نفطا روسيا يتجاوز سعره السقف السعري الذي حددته مجموعة السبع عند 60 دولارا للبرميل، وفرضته بهدف سد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر رئيسي، وقد يؤدي التدقيق الأميركي المشدد على شحناتها إلى تقليص الإمدادات.
إلى ذلك، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام في سبتمبر/ أيلول نحو 14% على أساس سنوي مع زيادة المصافي مشترياتها قبل عطلة الأسبوع الذهبي التي تشهد تزايدا في حركة السفر وتحسن مؤشرات التصنيع.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن الشحنات إلى أكبر مستورد للنفط في العالم بلغت الشهر الماضي 45.74 مليون طن متري، أو 11.13 مليون برميل يوميا.
وتواصل واردات شهر سبتمبر/ أيلول اتجاه صعود كبير تسجله الواردات منذ بداية العام مقارنة بمستويات عام 2022، عندما تعرض الاقتصاد الصيني لضربة شديدة جراء القيود واسعة النطاق التي فرضتها بكين بسبب جائحة كوفيد-19.
وزادت الواردات منذ بداية العام 14.6 بالمائة على أساس سنوي إلى 424.27 مليون طن أو 11.34 مليون برميل يوميا. غير أن مستويات سبتمبر/ أيلول مثلت تراجعا بنحو 10.5% عن الرقم المسجل في أغسطس/ آب عند 12.4 مليون برميل يوميا، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق.
محللة شؤون سوق النفط الصيني لدى "فورتكسا" في سنغافورة، إيما لي، قالت إن "انخفاض واردات النفط الخام في سبتمبر على أساس شهري مدفوع في الغالب بالكميات الواردة من السعودية والروسية، إذ خفضت شركات النفط الكبرى المخصصات السعودية وتسارعت عملية التخلص من مخزونات الخام، في الوقت الذي تواصل فيه مصافي التكرير المستقلة الابتعاد عن النفط الروسي باهظ الثمن".
وسجلت واردات الشهر الماضي زيادة كبيرة قبل الارتفاع المتوقع للطلب على وقود المركبات خلال عطلة الأسبوع الذهبي التي امتدت من نهاية سبتمبر/ أيلول وحتى الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
كما تعافى نشاط التصنيع في الصين في سبتمبر/أيلول، مما يشير إلى تحسن المعنويات بدرجة كبيرة. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في سبتمبر إلى 50.2، فوق مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.