شهدت أسعار الخضروات في سورية أخيراً ارتفاعاً كبيراً، وذلك للعديد من الأسباب، منها رفع الدعم عن المزارعين وتراجع كميات الأمطار الذي أثّر بشكل مباشر على مجاري الأنهار، وموجات الصقيع والغبار، وغلاء المحروقات المستخدمة في استجرار المياه، إضافة إلى استمرار التصدير باتجاه دول الجوار، ما زاد الطلب بشكل كبير على الخضروات المنتجة محلياً.
هذا الارتفاع اضطّر الكثيرين من سكان مدينة القامشلي الواقعة في ريف الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، إلى استغلال المساحات الصغيرة قرب منازلهم وعلى شرفاتها والأسطح من أجل زراعة الخضار الأساسية، التي لم يعودوا قادرين على تأمينها، ولم تعد تدخل في قائمة الوجبات إلا نادراً.
يقول محمد العلي، من مدينة القامشلي، وهو أب لسبعة أطفال، لـ"العربي الجديد": "لديّ قطعة أرض بجانب منزلي تبلغ مساحتها 400 متر مربع، أردت استغلالها، لذا اشتريت نحو 100 شتلة بندورة وباذنجان وفلفل وخيار، من أجل استهلاكها منزلياً"، ويشير إلى أنه لجأ للزراعة منزلياً هذا العام بسبب غلاء الخضار في السوق، ومن أجل التأكد من سقايتها بمياه نظيفة وعدم استخدام المواد الكيميائية والهرمونات.
ويضيف أن عائلته لم تستطع الحصول على الخضار يومياً في شهر رمضان، وأراد منذ بداية الشهر زراعتها قرب منزله، لكن موجات الصقيع والغبار منعته من ذلك، فأجّلها إلى ما بعد عيد الفطر، حيث يستطيع أبناؤه الصائمون التنازل عن الطبخ بشكل يومي ويستعيضون عنه بما توفر، وهو ما سمح له بتوفير ثمن الشتلات ومن ثمّ بشرائها.
حسن السفراني، وهو صاحب مشتل خضروات في مدينة الدرباسية بريف الحسكة، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه يأتي يومياً للبيع في مدينة القامشلي، ويشير إلى أن هناك إقبالاًً على شراء شتلات البندورة والباذنجان والفلفل والخيار والبامية والبطيخ، وازداد الطلب في الآونة الأخيرة بعدما ارتفعت أسعار الخضار في الأسواق، بحسب قوله.
وبحسب السفراني، فإن سعر الشتلة يراوح ما بين 25 ليرة و250 ليرة، وهذا مبلغ لا يقارن بأسعار الخضروات التي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى عدة آلاف من الليرات، وخاصة تلك المستوردة من إقليم كردستان العراق، والتي يتحكم بأسعارها التجار، حيث أصبحت نادرة الوجود على موائد السوريين وباتت بعض الفواكه المستوردة كالموز أقل منها سعراً. وفي إبريل/ نيسان الفائت، منعت الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال شرقي سورية تصدير الخضار الأساسية كالبندورة والبطاطا والخيار، نظراً لارتفاع أسعارها في السوق المحلية.